Exposición sobre los ingleses y los afganos
البيان في الإنجليز والأفغان
Géneros
وتلا ذلك أن وقع النزاع بين أبناء الأمير الذين على قيد الحياة: محمد أفضل خان، ومحمد أعظم خان، وشير علي خان، ولي العهد، وتطور النزاع في النهاية إلى فتنة، وعند ذاك أوقف الإنجليز المبلغ الموعود.
المباحثات الأخيرة مع الأمير
ومع ذلك، حين استقرت سلطة محمد أعظم خان تماما، أحس الإنجليز بميل من جانبه نحو روسيا، فدخلوا في مراسلات مع شير علي خان، ووعدوه بتجديد المنحة إليه إذا هو نجح في الوصول إلى الحكم، والتزام التوقف عن اتباع سياسة أخيه، وعندما نجح ونشر سلطته في جميع أنحاء أفغانستان دعوه إلى أمبالا، ورتبوا له استقبالا حافلا، ودفعوا له ما وعدوه به، ثم استمروا في الوفاء بالتزامهم الذي فرضوه على أنفسهم، حتى أصابتهم - مرة أخرى - نوبة من الشره والطمع، بسبب تجدد خوفهم وخشيتهم اقتراب الروس من حدودهم، وهو خوف يرجع إلى وعيهم بضآلة ما في أيديهم من حب الهنود، الذين يضمرون لهم الكراهية الدفينة نتيجة ما استحلوه لأنفسهم - بغير وجه حق - من أمورهم.
ولما كانوا يجهلون الدواء الصحيح لهذا الداء، ألا وهو بذل الجهود المضنية لضمان الود عند الناس، فقد قرروا الاستيلاء على ممر خيبر، وكذلك ممر بولان، عند تخوم بلوجستان، وهي قطر كان تحت حماية أفغانستان منذ عهد أحمد شاه، بل وغير هذين من ممرات على حدودهم، كي يرضوا نزعهم إلى الطمع، متخيلين - دون جدوى - أنهم بذلك يداوون داءهم العضال، ويهدئون جميع مخاوفهم.
وحتى عند ذاك، حين تخيلوا خطأ أنهم يعملون تحت راية الحق، وأقنعوا أنفسهم بأنهم لا ينوون أن ينحرفوا قيد خطوة عن طريق الحق، إذا بهم مرة أخرى يعودون إلى الحيلة والخديعة، فخاطبوا الأمير، بعد توقف المنحة، بما معناه: «لسنا مقتنعين بما تبديه نحونا من ود واهتمام، وحتى إذا أكدت هذا لنا فلسنا نثق في مقدرتك على الدفاع عن بلد ضد الغزاة، فإذا رغبت - بناء على هذا - في استمرار العلاقات الودية التي بيننا وبينك، وزيادة الإعانة، فلا بد أن تسلم الممرات لنا.»
وكما كان المتوقع، لم يلق هذا الاقتراح استحسانا عند الأمير، فنشأت - بسبب ذلك - حالة من البرود بينه وبين الحكومة الإنجليزية، وفي ذلك الوقت حدث أن وصلت إلى أفغانستان بعثة روسية تحمل المجاملات المعتادة بين الملوك، واستقبلت بالحفاوة المعتادة، ولكن هذه الحادثة ضخمت مخاوف الحكومة الإنجليزية، فاستغلتها في شن حرب على الأمير، وأرسلت إلى الإمارة رسولا يحرسه ألف فارس، ويصحبه مائة ضابط ومهندس، وذلك بعد أن أصبح من المعلوم أن الأمير لا يسره استقبال بعثة كهذه.
وقد ساهمت جملة اعتبارات مهمة في توجيه سلوكه إزاء هذا الموضوع، فقد فكر في الطابع غير العادي الذي اتخذته البعثة، على خلاف المعتاد من البعثات بين الدول، حيث لا تزيد على عشرة أشخاص أو نحو ذلك، واضطر إلى منع مرورها ببلده خشية أن تبدو مسيئة في نظر أهله، وحتى يخمد فتنة أوشكت على الاشتعال بسبب ذلك.
واتخذت الحكومة الإنجليزية - كعادتها وبناء على تصميمها السابق - رفض الأمير ذريعة لإنكار المعاهدة، وقطع العلاقات الودية، وشن الحرب، وحشد جيش على حدود أفغانستان، وفي تلك الأثناء شرعت الصحف الإنجليزية في تهديد الأمير بالطرد المهين من أراضيه.
كانت هذه حيلة الإنجليز عندما قرروا غزو أفغانستان، ونحن نهيب بجميع محبي العدالة وجميع رجال السياسة وسائر صحف أوروبا، أن تعلن ما إذا كان الأمير مضطرا لاستقباله مثل هذه البعثة مقابل خطر اشتعال فتنة في إمارته، وما إذا كان ثمة قانون أو عرف سياسي يجبره على التخلي عن جزء من أراضيه.
النتائج المحتملة للحرب
Página desconocida