185

Battalions and Expeditions around Medina and Mecca

السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة

Editorial

دار ابن الجوزي

Edición

الأولى-جمادى الأول-١٤١٧ هـ

Año de publicación

١٩٩٦ م

Géneros

بلى، فخرجوا فشربوا من ألبانها وأبوالها فصحُّوا"١.
فعَدَوا على الراعي فقتلوه –بعد أن مثَّلوا به٢ وهربوا بالإبل "فجاء الخبر في أول النهار"٣ إلى رسول الله ﷺ.
وعلى وجه السرعة، قام بتجهيز دورية قتالية تعقُّبية، قوتها عشرون٤ شابًّا أنصاريًّا وأسند القيادة فيها إلى كرز بن جابر الفهري رضي الله عنه٥ وزوَّدهم بقائف لاقتفاء الأثر٦، اختزالا للجهد والوقت، لأن إهدارهما لا يتناسب مع

١ من رواية أبي قلابة عن أنس في الديات. ابن حجر، فتح (١٢/٢٣٠) .
٢ نقل ذلك أصحاب المغازي فذكروا:) أنهم ذبحوه وغرزوا الشوك في عينيه) . انظر ابن هشام، سيرة (٤/٤٦١) من رواية ابن إسحاق بسند ولم يرسل، والواقدي، مغازي (٢/٥٦٩)، وابن سعد، طبقات (٢/٩٣)، وزاد "أنهم قطعوا يده ورجله وغرزوا الشوك في لسانه وعينيه حتى مات".
كما روى ذلك ابن مردويه بسنده عن سلمة بن الأكوع ﵁. انظر ابن كثير، تفسير (٢/٥٠) وقال عنه: غريب جدا، والهيثمي، مجمع (٦/٢٩٤)، وقال عنه: رواه الطبراني وفيه موسى بن محمد بن الحرث التميمي وهو ضعيف، ولكن ابن حجر ذكر أن إسناده صالح كما مر. فتح الباري (١/٣٣٩) ولهم شاهد عند مسلم من حديث سليمان التيمي عن أنس: "إنما سمل النبي ﷺ أعين أولئك لأنهم سملوا أعين الرعاء" النووي على مسلم (١١/١٥٧) .
٣ من رواية أبي قلابة عن أنس. ابن حجر، فتح (١/٣٣٥) .
٤ وقع ذلك في رواية معاوية بن قرة عن أنس عند مسلم. النووي على مسلم (١/١٥٧) قال ابن حجر: ولم أقف على اسم واحد من العشرين، لكن في مغازي الواقدي أن السرية كانت عشرين رجلا ولم يقل من الأنصار بل سمى منه جماعة من المهاجرين منهم بريدة بن الحصيب، وسلمة بن الأكوع الأسلميان، وجندب ورافع ابنا مكيث الجهنيان، وأبو ذر وأبو رهم الغفاريان، وبلال بن الحرث وعبد الله بن عمرو بن عوف المزنيان وغيرهم، والواقدي لا يحتج به إذا انفرد فكيف إذا خالف، لكن يحتمل أن يكون من لم يسمه الواقدي من الأنصار فأطلق الأنصار تغليبا، أو قيل للجميع أنصار بالمعنى الأعم. فتح الباري (١/٣٤٠) .
قلت: وذكر الواقدي في المغازي أن فيهم أيضا: جعال بن سراقة، وصفوان بن معطل، وأبو روعة معبد بن خالد الجهني، وعبد الله بن بدر، وسويد بن صخر، وأبو ضبيس الجهني. مغازي (٢/٥٧١) .
٥ وقع تسميته في حديث سلمة بن الأكوع السابق ذكره وفيه: "فبعث النبي ﷺ في آثارهم خيلا من المسلمين كبيرهم كرز بن جابر الفهري" وكذا ذكره ابن إسحاق. ابن هشام، سيرة (٢/٦٤١)، والواقدي، مغازي (٢/٥٦٩)، وابن سعد، طبقات (٢/٩٣) .
يقول ابن حجر: وفي مغازي موسى بن عقبة: أن أمير هذه السرية سعيد بن زيد، كذا عنده بزيادة ياء، والذي ذكره غيره أنه سعد –بسكون العين- ابن زيد الأشهلي، وهذا أيضا أنصاري، فيحتمل أنه كان رأس الأنصار، وكان كرز أمير الجماعة، وروى الطبري وغيره من حديث جرير بن عبد الله البجلي أن النبي ﷺ بعثه في آثارهم لكن إسناده ضعيف، والمعروف أن جريرا تأخر إسلامه عن هذا الوقت بمدة. والله أعلم. فتح الباري (١/٣٤٠) .
٦ أورد ذلك مسلم في رواية معاوية بن قرة عن أنس. مسلم بشرح النووي (١/٣٣٥) والقايف: بالقاف والتحتية، الذي يتتبع الآثار ويعرفها ويعرف شبه الرجل بأخيه وأبيه، والجمع: القافة. انظر القاموس،=

1 / 204