وهبط الثالث.
وضرب حلمي الهواء بيده وقال: هي شطارة يعني .. طب هه.
ثم هبط.
وواحدا وراء الآخر رحنا نخوض في الماء وقد انتظمنا صفا متباعد الوحدات، وكأننا أصابع عملاق كبير تتحرك في اتجاه الشاطئ، وقد أصبح كل ما يهمنا أن ننتزع أرجلنا من الماء والطين وندفعها لتفرق الماء والطين، والبحيرة تشخشخ حولنا، والنورس ينقض ويستغيث، والماء يتغير لونه وترتسم على سطحه الدوائر، والجو يزخر بشعشعة ما قبل الشروق، والنجوم قد اختفت من السماء ومن البحيرة. ولم يعد هناك سوى نجمة الفجر، وقوى قاهرة تدفعنا إلى ستار الغمام المسدل لنتحسس الجرح الكبير.
يناير 1957
Página desconocida