رفعت غيره بقيت الاضافة أو رفعته ووضعت غيره ارتفعت الاضافة، فهو الذي إليه الاضافة الحقيقية الواجبة الانعكاس فاذا رفعت من الابن أنه حيوان أو انسان أو ناطق أو مشاء أو ما شئت من الأوصاف جاز رفعها أو لم يجز واستبقيت كونه ابنا بقيت اضافة الأب إليه وان رفعت كونه ابنا واستبقيت هذه الاوصاف كلها لم تبق الاضافة.
فعلمت بهذا أن التعادل الحقيقى فى الاضافة هو بين الأب والابن وهما اللذان ينعكس أحدهما على الاخر ويقال أحدهما بالقياس الى الآخر.
وربما يشكك على قولنا «ان المتضايفين متلازمان فى الوجود» بأن العلم مضاف الى المعلوم ثم المعلوم قد يوجد دون العلم، مع أن العلم لا يوجد دون المعلوم.
مثلا شيء ما من الموجودات لم يتعلق به علم انسان، فهو موجود قبل علمه.
ثم اذا تعلق علمه به لم يتصور وجود علمه دونه فلا تلازم بينهما وهما متضايفان.
ووجه حله أن المعلوم ليس مضافا الى العلم من حيث ماهيته ووجوده، بل من حيث كونه معلوما ولا يتصور كونه معلوما دون العلم به فهما معا لا انفكاك لأحدهما عن الآخر، بل هو قبل تعلق العلم به معلوم بالقوة فالعلم به أيضا بالقوة.
ويجب أن يراعى فى التكافؤ وجود المتضايفين من وجه واحد، فان كان أحدهما بالقوة كان الاخر كذلك وان كان الاخر بالفعل كان الاخر كمثله. واعلم أن المضاف قد يعرض للمقولات كلها:
أما فى الجوهر فكالأب والابن وفى الكم المتصل كالعظيم والصغير وفى الكم المنفصل كالكثير والقليل وفى الكيف كالأحر والأبرد وفى المضاف كالأقرب والأبعد وفى الأين كالأعلى والأسفل وفى متى كالأقدم والأحدث
Página 121