والكبر والصغر ليس لهما وراء كونهما معقولين بالقياس ماهية معقولة فى نفسها يعرض لها التضاد وبسبب (1) التضاد التضايف.
واعلم أن التضايف أعم من التضاد، فكل متضادين متضايفان وليس كل متضايفين متضادين فان (2) كان الضدان متضايفين واعترفنا بأن الصغر والكبر من المضافات لا يلزم منه كونهما ضدين، اذ من المضافات ما ليست أضدادا كالجوار والجوار والأخوة والأخوة والصداقة والصداقة وغير ذلك.
وقول القائل ان الشيء الواحد يكون كبيرا وصغيرا ولو كانا ضدين لما اجتمعا ليس بشيء، فانه انما يكون صغيرا وكبيرا بالقياس الى شيئين والكبير عند من يجعله ضدا ليس ضدا لكل ما يفرض صغيرا بل لما هو بالقياس إليه صغير.
ولا يجتمع ذلك الصغر الذي هو فى ذلك الشيء الآخر الصغير بالقياس الى هذا الكبير مع كبر هذا الكبير الذي هو بالقياس إليه كبير فى شيء واحد.
ويتبع هذه الخاصية أنه لا يقبل الاشتداد والتنقص الذي يختص بالسلوك من أحد الضدين الى الآخر، كما ذكرناه فى الجوهر.
وكذلك ليس نوع منه أشد فى ماهيته من نوع آخر منه، ولا شخص من نوع أشد فى نوعيته من شخص من نوعه، فلا ثلاثة أشد فى ثلاثيتها من ثلاثة أخرى أو من أربعة فى أربعيتها.
ولا خط أشد خطية من خط آخر أى فى أنه ذو بعد واحد وان كان أزيد منه فى الطول والامتداد ولكن ليس ذلك زيادة فى الماهية ولذلك يجمع
Página 117