وبينما أهل «مرلي» يتهيئون لزيارة أهل «سرڤيل» إذ جاءهم من هؤلاء كتاب دعوة إليه، فلم يبق لهم من سبيل إلى تأخير الزيارة، فلبست «ماري» ثوب الإكليل، وتزينت ما استطاعت، ولكنها لم تكن منشرحة الصدر، فإنها كانت تجد من نفسها انقباضا عن معاشرة الناس.
ولقد خبرت بني الزمان فلم أجد
في قربهم لرضى الكريم طريقا
وبلوتهم فرأيت لامع قولهم
زورا وخادع ودهم تمليقا
ورأيت أني إن كذبت منافق
وإذا صدقت فقد عدمت صديقا
فهجرتهم واخترت فكري صاحبا
لا خوف منه والفؤاد رفيقا
ثم سار الأربعة: «ڤكتور» و«ماري» ووالداهما على عربة من اللاتي يراها أهل القرى بعين الاستحسان، ولا تصادف عند الباريسيين وأمثالهم غير الاستهجان، فلما وصلت بهم العربة إلى مدخل قصر «سرڤيل» ورأتها فتياته الثلاث تبسمن استهزاء بها أو استخفافا بأصحابها، ثم دخل الجماعة القصر، وكانت أثواب الرجال منهم - أي أثواب الشيخين و«ڤكتور» - مجعدة ظاهرة الطيات؛ لما أنها كانت محفوظة في الخزائن من يوم العرس، وأما ثوب «ماري» الأبيض فإنه كان أبعد من تلك الأثواب عن الزي الجديد، ولما انتهوا إلى القاعة نظرت الفتيات إلى «ماري»، ثم نظرن إلى «ڤكتور» فأكبرن حسنه وجماله العجيب وقلن متلهفات: ما أضيع هذا الجمال!
Página desconocida