168

============================================================

1 وشكر الفرج حفظه عما حرم الله من الزنا واللواطة ونحود : ولا تصل إلى حفظه إلا بحفظ العين عن النظر والقلب عن الفكر . والبطن عن الشبع

والرجل شكرها السعى الى الطاعات والشفاعات والاعانة فى الحاجات وحفظها عن المشى الى المحرمات والى ابواب الظلمة فان المشى اليهم من غيرضرورة معصية، فانه تواضع لهم وإكرام ، وقد نهينا عنه . قال الثورى : من تبمم فى وجه ظالم أو ل وسع له فى مجلسه أو آناله من عطائه فقد قطع عرى الاسلام وكان من آعوانهم وقال اله "ما ازداد أحد من السلطان قربا إلا ازداد من الله بعدا" وقال حذيفة: اتقوا آبواب الامراء فانها مواتف الفتن . وقيل من شاركهم فى عز الدنيا شاركهم فى ذل الآخرة . قلت : وشاركهم فى ذل الدنيا أيضا . وقال "من اقترب من باب السلطان افتين، فان كان ذلك بسبب طلب آموالهم فهو سعى إلى حرام وقد قال "من تواضع لغنى ذهب ثلثا دينه" وهذا فى غنى صالح ، فماظنك فى الظالم9 أللهم إلا أن تقرب اليهم لمصلحة غيره فذلك لا بأس به، فقد روى أن نبيا من الآ نبياء كان يأخذ بركاب الملك يتألفه بذلك لقضاء حوائج الناس .وقال ابن عطاء : لأ ن يرائى الرجل سنين ليكتسب جاها يعيش فيه مؤمن أنجى له ، من ان يخلص العمل لنجاة نفسه . ولكن لا يصلح هذا إلا لعبد اطلع الله على باطنه

انه لا رغبة له فى شىء من الجاء والمال ولو آن ملوك الارض وقهوا فى خدمته ماطفى ولا استطال . وعلى لجملة فحركاتك وسكناتك بأعضائك نعمة من الله تعالى عليك ، فشكرها استعمالها فى الطاعة وأن لا تحرك شيئ منها فى معصيته {فصل} وأما القلب فشكره دوام المراقبة، وتخوفك من الله تعالى فانه يراك ، والتفكر فى الملكوت وما خلق الله من شىء فقد قال اله "تفكر ساعة أفضل من عبادة سنة * وحسن ظنك بالله وبالمسلمين، ورحمتك لجميع الخلق، واضمارك الخير لهم ، وحفظه عن الحسد والرياء والكبر والعجب، فالحسد هو أعظم

Página 168