Pruebas Islámicas en Respuesta a la Sospecha Persa
البراهين الإسلامية في رد الشبهة الفارسية
Editorial
مكتبة الهداية
Número de edición
الأولى ١٤١٠هـ
Año de publicación
١٩٨٩م
Géneros
Doctrinas y sectas
جل ذكره أن يذكروا هذه النعمة العظيمة وهي اختصاصه وتفرده بخلقهم ورزقهم من السماء والأرض.
والرزق والخلق يدخل تحتهما كل تدبير وتصريف من الأمور الباطنة والظاهرة ولذلك قال بعده هذا: ﴿لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾ فاستدل بربوبيته وعمومها وعلى إلهيته ووجوب عبادته وطاعته ثم قال: (فأنى تؤفكون) إنكارا عليهم فيما صنعوه من الإعراض عن عبادته والاعتراف بإلهيته مع قيام برهانها الأكبر ودليلها الأعظم وهو ما ذكر في صدر الآية وهو سبحانه كثيرا ما يستدل بربوبيته وخالقيته ورازقيته على ألهيته وعبادته كما قال تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ﴾ (١) وقال جلت قدرته: ﴿وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ﴾ (٢)، وقال تعالى: ﴿أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ﴾ (٣)، فلو قيل: بأن غيره يتصرف لكان هدما لهذا الأصل وإبطالا لهذا البرهان، وقال تعالى عن خليله إبراهيم أنه قال لقومه: ﴿قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِين الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾ (٤) .
أنظر إلى ما تضمنته هذه الآيات (٥) الكريمة من تقرير بعض أفراد ربوبيته تعالى لخليله إبراهيم أفضل الرسل بعد نبينا عليهما الصلاة والسلام من خلقه وهدايته واختصاصه تعالى بإطعامه وإسقائه وما معنى إقحام (٦) ضمير الفصل في هذه
_________
(١) سورة النحل: رقم الآية ١٧.
(٢) سورة النحل: رقم الآية ٢٠.
(٣) سورة الأعراف: ١٩١-١٩٢.
(٤) سورة الشعراء: رقم الآية ٧٥-٨٢.
(٥) في الأصل (هذه الآيات) والصواب ما أثبتناه حيث أنها آيات عديدة وليست آية واحدة كما لا يخفى ذلك على الناظر في الآيات التي سجلها المؤلف رحمه الله تعالى.
(٦) ولو لم يستعمل المصنف هذه العبارة (إقحام ضمير الفصل) لكان أحسن لأن هذه العبارة يستعملها النحاة ويريدون بها زيادة ذلك اللفظ ولكنهم لجأوا أليها تأدبا كما يزعمون وكما=
1 / 93