Eloquencia del Occidente
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
Géneros
وصار سيرانو يساعد كريستيان في استمالة روكسان بأن يمليه الرسائل البليغة لحبيبته؛ حتى اغترت به وظنته أنه هو المحرر لها وازداد حبها له بفضلها.
ثم ننتقل بالقارئ إلى بيت روكسان، فنرى كريستيان واقفا بعد الغروب تحت طنف البيت، وقد علته الكآبة وأكمده الأسف، فينظره سيرانو وهو مار فيستغيث به كريستيان لينتشله من ورطته؛ لأنه كان عيا فظا، وقد أردت روكسان أن يجالسها للسمر، فكان لا يعرف أن يخاطبها بكلمة غير قوله: «أحبك»، وصار يكررها حتى سئمت منه، وقالت له: حدثني عن الحب، وكيف يكون ؟ فلم يحر جوابا، فقالت له: عبر عن وجدانك وشعورك على الأقل. فما كان منه إلا أن لبث أمامها كالبهيمة، لا يدري غير قوله: «أحبك.» حتى ضايقها وطردته.
ثم رق له سيرانو ووعده بالمساعدة، واختبأ تحت الشرفة، وأشار عليه بأن يناديها، فأطلت من نافذة الطنف، وصار يلقنه سيرانو الجواب بعبارة بليغة وإشارات دقيقة؛ حتى أدهشها بفصاحته ومنحته القبلة التي طلبها منها في عرض كلامه، حينما رآها رضيت عنه بعد نفورها وغضبها، ثم تزوجت به بعد مدة قصيرة.
ثم سافر سيرانو هو وكريستيان إلى معسكر «إخوان الجاسكونيين» ضمن الجند الذين سافروا، وتبعت روكسان زوجها، وهناك قتل كريستيان برصاصة من الأعداء، ودفن معه سر الغش والخداع الذي رتبه سيرانو، ولعب دوره برشاقته المعهودة، وبعد موت كريستيان لبست روكسان ثوب الحداد ودخلت الدير.
وبعد أربعة عشرة سنة التقت بسيرانو، وصار يتردد عليها في بعض الأوقات، ويقص عليها سيرته الماضية وأخباره سنة بسنة، وحبه لها ما فتئ يجري في عروقه مع دمه؛ إلى أن أتى يوما من الأيام وقد اغتاله أحد الخدم، وضربه بالسيف على أم رأسه، فضمد جرحه وذهب إلى روكسان لينظرها النظرة الأخيرة قبل موته، واعترف لها استدراجيا بحبه، وأنه هو الذي لعب هذا الدور الختال، وخلب روكسان، وأنه ما برح كاتما حبه؛ فتأثرت روكسان ورقت له ورثت لما قاساه هذه الأعوام الطوال بسببها، وبكت وكان بودها لو يعيش وتقاسمه هذا الحب العذري والوفاء والإخلاص، ثم قبلته في جبينه، وهو يعترف لها بآخر كلمة إلى أن أسلم الروح بين يديها. (1-1) سيرانود وبيرجيراك
Cyrano de Bergerac
منظر الطنف
Scéne du Balcon
5
روكسان :
Página desconocida