Eloquencia del Occidente
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
Géneros
La Maison du Berger
إن كان قلبك يئن من وطأة أثقال الحياة، مضطربا من ألمه كنسر جريح يحاول أن يطير مرفرفا بجناحيه فيقعده ضعفه وتخونه قواه، يحمل كقلبي على جناحه المستعبد عيشا ملئ نكدا؛ فتارة ينيخ عليه بكلكله حتى يكاد يسوي به الأرض، وآونة يثلج
2
صدره فيوشك أن يطير فرحا، أو كان لا يدق دون أن يسيل جرحه، أو لم يشعر بالهوى وهو نجمه الذي ينير أمامه الأفق فيهتدي به.
أو كانت نفسك كنفسي أنهكها ما تحمله من: متاعب الدهر، ومرارة الحياة، وهوى إلى الماء مجذاف سفينتك، التي لبست ثوب الحداد؛ فهامت على وجهها في الماء والأمواج تلعب بها كما تشاء. فهناك أطرقي برأسك، ونوحي على نفسك، والتمسي في اللجج طريقا لم يطرق، وانظري وأنت مرتعدة الفرائص إلى كتفك العارية؛ لتقرئي ما خطه الدهر عليها من أسطر القضاء المبرم بأحرف من حديد مصهر.
3
أو كان جسمك يقشعر من هول آلامه الخفية؛ فيكاد ينشق منه الفؤاد كمدا، وقد غلب عليه الحياء مما أحاط به من الأنظار، فترينه يبحث عن مكنون الخدور ليواري فيها جماله، وليأمن مما يهينه من الأعين التي أفعمتها القحة.
أوجفت شفتاك من سم المين،
4
واحمر جبينك حينما يسبح في يم أحلام دنسة لا يحوم عليها طائر الخيال وهي ناظرة مصغية إليك؟! فارحلي رابطة الجأش، قوية العزم، واطرحي المدن ظهريا تنعى من بناها، ولا تدعي غبار الطرق يفترش قدميك، وانظري بعين المفكر إلى الأمصار المستعبدة والجبال التي أتعسها الإنسان باسترقاقه، ويممي
Página desconocida