Balagha Casriyya Wa Lugha Carabiyya
البلاغة العصرية واللغة العربية
Géneros
ذلك أنه تجاورنا أمة علمية قد أنشأت مجتمعا علميا، وهي تطمع وتطمح وتنشد آفاقا في المستقبل، وتحسب أننا في خطر؛ إذا لم نهيئ للعلم جميع أسبابه.
وأعظم أسبابه هو اللغة وقد قيدنا لغتنا بحروف تمنعها هي من التعبير العلمي؛ أي تمنعنا نحن من الرقي. •••
عندما نتخذ الحروف اللاتينية ننتقل نحو ألف سنة إلى الأمام؛ ذلك أننا نستطيع أن نترجم بمتوسط كتاب في العلوم كل يوم، فلا تمضي علينا سنتان حتى نكون قد عبرنا الجسر بين القرون المتوسطة والعصر الحديث.
ونترجم للشعب الكتب التي تجعله يكف عن الإيمان بالخرافات والغيبيات والتي تجعله ينشد المعيشة العلمية في المجتمع العلمي.
ونترجم للفنيين؛ حتى يتعلم أبناؤنا بلغتنا العربية - أجل - ونكذب فرية «دنلوب» التي افتراها على لغتنا حين قال: «إن لغتنا لا تصلح لتدريس العلوم العصرية.»
ما أهنأك يا دنلوب وأنت في قبرك تضحك منا؛ لأننا حاربناك كي تجعل التدريس للعوم باللغة العربية، ولكن ها نحن بعد موتك بثلاثين سنة (في 1945) وبعد استقلالنا ما زلنا نعجز عن التعليم باللغة العربية.
ما أهنأك. وما أتعسنا. •••
أكتب هذا وأمامي مجلد من المجلدات التي ينفق عليها مجمع اللغة العربية ألوف الجنيهات من أموال الدولة في اختراع الكلمات العربية للمكتشفات والمخترعات الأوروبية.
أجل ما أتعسنا وما أهنأك يا دنلوب.
أوروبا تخترع وتكتشف وتفتح أبواب المستقبل للإنسان ونحن ماذا نفعل؟
Página desconocida