Balagha Casriyya Wa Lugha Carabiyya
البلاغة العصرية واللغة العربية
Géneros
إن الدؤدؤ قد انقرض منذ مائة سنة؛ بعبث الصيادين وإن انقراضه خسارة فادحة للبشر جميعهم. (2)
وإن الكيمياء الصناعية قد أوشكت أن تقرر إلغاء زراعة القطن من العالم كله ومن مصر. (3)
وإن مشكلة الهند يجب أن تكون مشكلة كل رجل مثقف على هذا الكوكب. (4)
وإن التكنولوجية تبشرنا بالوقت الذي يكفينا فيه شهر من العمل؛ لكي نعيش 11 شهرا في الراحة؛ أي في التعلم وزيادة الاختبارات والاستمتاعات.
الكلاسيون هم رهبان الأدب العربي، واللهجة اللغوية التي ندونها في الكتابة قد أحدثت لهم لهجة ذهنية في التفكير، فهم جامدون يخافون الدنيا، وهم أيضا - لهذا السبب نفسه - يعرقلون تطورنا الاجتماعي والاقتصادي وتطور اللغة والأدب يكرهون الكلمة الأجنبية؛ فيقولون: سيارة بدلا من أتومبيل، ثم تنتقل هذه الكراهة إلى العالم الخارجي؛ فلا ينبعثون إلى دراسة الصين أو الهند أو ألمانيا ثم تنكمش أذهانهم وتعود الدنيا كلها وقد انحصرت في اهتمامهم بدرس الأدب واللغة العربيين لا أكثر.
ثم يزداد الانزواء الرهباني؛ فيتحدث الأديب التليدي العربي عن العالم العصري كما يتحدث الراهب عن فجور المدنيين الدنيويين ثم بعد ذلك المقاطعة بين العقليتين.
ولست أعني مع ذلك مقاطعة القديم؛ لأني أعرف أن هناك قدماء معاصرين؛ أي أنهم على الرغم من سبقهم لنا بألف أو ألفي سنة كانوا يعالجون شئونا بشرية ما زلنا نعالجها، وكانوا يحاولون رفع الإنسان إلى الإنسانية كما نحاول، وهؤلاء يعاصروننا على الرغم من قدمهم، وهم جديرون بدراستنا واهتمامنا ولكن دون أن نجعل منهم المحور والهدف لثقافتنا.
الفصل الخامس والعشرون
أوجدين والإنجليزية الأساسية
تمتاز اللغة الإنجليزية بميزات عظيمة جعلت لها السبق في ميادين التجارة والصناعة والثقافة، ويبلغ الناطقون بها أكثر من مائتي مليون متعلم، ومن أعظم ميزاتها أن نحوها قليل القواعد حتى ليمكن الاستغناء عنه، وقد قال الفيلسوف «هربرت سبنسر»: إنه لم يتعلم النحو قط وإنه درس وألف في هذه اللغة دون أن يحتاج إلى دراسة النحو، ولا يمكن لعربي أن يقول مثل هذا الكلام عن لغته.
Página desconocida