Lamentaciones: Seis lágrimas por un alma árabe
بكائيات: ست دمعات على نفس عربية
Géneros
قال السيد: أشباح هؤلاء أم آدميون؟ - بل جلادون.
صاح السيد: من أنتم؟ من أرسلكم، من كلفكم بالأمر الملعون. أقضاة أنتم أم متهمون؟
وقف أحدهم وهو يتلفت إلى رفاقه. مد ذراعيه للأمام، ثم رفعهما لوجهه وتنحنح قليلا، ثم قال: معذرة يا سيد، نحن ...
صاح بغضب لا يصدر عمن كان رزينا متئدا مثله : أعرفكم. أتذكر سحنتكم؛ هل أنتم في كل زمان ومكان؟ باسم الفن، وباسم الشعل لسعتم جسدي كالحشرات، سممتم بئر حياتي كالحيات، لا تتوهج نار تطفئوها، لا يزهر شجر حتى تجتثوه، لا يرتفع بناء حتى تلقوه بالأحجار، بشر أنتم أم دود، ووجوها أنظر أم أقنعة كلاب وقرود؟
قلت: جلادون ودجالون. غرزوا الناب بلحمي طول العمر، حتى ضاق الصدر، اختنق الصدر.
زعق الواقف وردوا عليه في صوت واحد، بل نحن خرجنا من هذا الصدر كما خرج النسر، نحن رؤاه، هواجسه، أحلام صباه ظنون الفكر، يأمرنا نصدع للأمر. عشنا معه في السراء وفي الضراء، وفي الخير وفي الشر، رجعنا وظمئنا معه، ذقنا الحلو وذقنا المر، ليلا ونهارا ناديناه ودعوناه في الجهر وفي السر: انهض وتحد القهر، وافتح عينيك وقلبك للشمس، وألق بجسدك في البحر، حتى غضب علينا، نسي ملامحنا، ألقانا في قاع البئر. ضقنا يا مولاي بصمت القبر، فحملناه اليوم - كما تشهد - في الفجر، كي يتطهر بالنور ويخرج من منجمه الدر، لم نأسره، حاشا لله، ولكن أنقذناه من الأسر، كي يبصر، يعرف، يعمل ...
قاطعه السيد: يعمل؟ ماذا يعمل؟ لا ينقذكم إلا العمل الحر. يا أولادي، تلك وصية عمري.
قلت ساخطا: أولادك، كشفوا عريي، نهشوا لحمي.
احتج الأسود الذي يتحدث بلسانهم، وقال: من يأكل من لحم مر؟
نحن تركناه لهذا النسر، ينهش كبد النائم في كهف الغيب أو السر.
Página desconocida