Búsqueda Musaffir sobre la prohibición de toda bebida embriagante y cegadora
البحث المسفر عن تحريم كل مسكر ومفتر
Investigador
عبد الكريم بن صنيتان العمري
Editorial
دار البخاري،المدينة المنورة
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤١٥هـ
Ubicación del editor
المملكة العربية السعودية
Géneros
Jurisprudencia
وسَكَرانًا: نقيض صحا. انتهى.
وقد حقَّق معنى السُّكر جماعة من أهل العلم.
* فمنهم من قال١: هو الطرب٢ والنَّشأة.
* ومنهم من قال: هو زوال الهموم، وانكشاف السر المكتوم٣.
* ومنهم من قال بغير ذلك مما هو في الحقيقة راجع إليه٤.
_________
١ انظر: بلغة السالك ١/ ٤٧، الشرح الكبير للدردير ١/ ٥٠، حاشية العدوي ٢/ ٣٠٣.
٢ الطرب: الفرح والحزن، وقال بعضهم: خفَّة تعتري الإنسان عند شدة الفرح أو الحزن أو الهم، وقال بعضهم: هو الحركة والشَّوق. ينظر: الصحاح ١/ ١٧١، اللسان ١/ ٥٥٧، القاموس ١/ ١٥١، مادة (طرب)، المصباح ٣٧.
٣ نُقِل هذا عن الشافعي- ﵀، وهو قول بعض الحنابلة. وانظر: زهر العريش للزركشي ١٠٣، مغني المحتاج ٣/ ٢٧٩، فتح الوهاب ٢/ ٧٢ الإنصاف ٨/ ٤٣٦.
٤ سيذكر المصنف- ﵀ بعد قليل تعريف السكر عند أبي حنيفة وصاحبيه، والشافعي نقلا عن كتاب التعريفات.
أما تعريف السكر عند المالكية:
فقال ابن العربي في كتابه أحكام القرآن ١/ ٤٣٤:
السُّكْر: عبارة عن حبس العقل عر التصرف على القانون الذي خلق عليه في الأصل من النظام والاستقامة، ومنه قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا﴾ (الحجر: من الآية١٥)؛ أي حبست عن تصرفها المعتاد لها، ومنه سَكْر الأنهار، وهو محبس مائها، فكل ما حبس العقل عن التصرف فهو سكر.
وقال القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن ٥/ ٢٠٤:
وحُكِى عن مالك: إذا تغيَّر عقله عن حال الصحة، فهو سكران.
وأما الحنابلة فحد السكران عندهم، هو: من يخلط في كلامه وقراءته، ولا يعرف رداءه من رداء غيره، ولا نعله من نعل غيره، ويسقط تمييزه بين الأعيان؛ وذلك لأن الله تعالى قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ﴾ (النساء: من الآية٤٣)، فجعل علامة زوال السُّكر علمَه ما يقول. ينظر: المغني ١٠/ ٣٤٨، المبدع ٧/ ٢٥٣، المطلع ٣٧٣.
وقال القاضي أبو يعلى في كتابه الأحكام السلطانية ٢٧٠:
حد السُّكر: هو الذي يجمع بين اضطراب الكلام فهمًا وإفهامًا، وبين اضطراب الحركة مشيًا وقيامًا، فيتكلم بلسان منكسر، ومعنى غير منتظم، ويتصرف بحركة مختبط، ومشي متمايل.
وقال العلامة ابن القيم- رحمه الله تعالى- في كتابه مدارج السالكين ٣/ ٢٨٧:
السُّكر لذة ونشوة يغيب معها العقل الذي يحصل به التمييز، فلا يعلم صاحبه ما يقول، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ﴾ (النساء: من الآية٤٣)، فجعل الغاية التي يزول بها حكم السُّكر: أن يعلم ما يقول، فإذا علم ما يقول خرج عن حد السُّكر، قال الإمام أحمد: السكران من لم يعرف ثوبَه من ثوب غيره، ونعله من نعل غيره.
1 / 130