============================================================
122 قلنا: النزول من الله تعالى الاطلاع والإقبال على عباده، يعني ينظر إلى عباده ال بالرحمة. هكذا ئقل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كما قال الله تعالى: إنا تحن نزلنا الذكروإناله لحكفظون} [الحجر: 9] ولم يرد به حقيقة الإنزال. معناه: علمناه وفهمناه(1)، كذلك ههنا.
فإن قيل: لو قلنا بأن لله تعالى جسما مركبا ليس يضرنا(2).
قلنا: يضركم؛ لأن الجسم عبارة عن مركب ومؤلف، فإذا أثبتم الأبعاض فقد قلتم بأنه لا يكون إلها واحدا، وقال الله تعالى: وإلهكر إلله واحلا} [البقرة: 123].
ال وإذا أنكرتم النص فقد كفرتم، لأنه يؤدي إلى أن يحصل التخليق والترزيق والإحداث والاختراع لكل جزع منه، ولكل عضو منه، فيؤدي إلى أن لا يكون إلها واحدا، ومن قال هذا يكفر.
"إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا يومها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر فأغفر له؟! ألا مسترزق فأرزقه؟! ألا مبتلى فأعافيه؟! ألا كذا، ألا كذا، حتى يطلع الفجو".
(1) في (ب): أفهمناه.
(2) قلت: تمسك الكرامية ومن انتحل طريقهم من المجسمة بظاهر الآيات والأحاديث التي توهم الجسمية واحتجوا بها، وقد وضع أهل السنة والجماعة جزاهم الله خيرا قاعدة جليلة للتعامل مع هذه النصوص المتشابهات، ويلخص لنا الإمام اللامشي الماتريدي الحنفي هذه القاعدة في كتابه "التمهيد حيث يقول ص58 ما صورته: "ولا حجة لهم - أي للكرامية- في الآيات لأنها متشابهات الوردت مخالفة بظواهرها للدليل القطعي العقلي الذي ذكرنا ووردت مخالفة للآية المحكمة وهي قوله تعالى: ليس كمثلهء شي* وهو السميع البصير} [الشورى: 11] فالتمسك بظواهرها يؤذي إلى التعارض والتناقض في حجج الله تعالى، والله تعالى حكيم لا تتنتقض حججه ودلائله لأن التناقض والتعارض في الحجج أمارة السفه والجهل تعالى الله عن ذلك".
Página desconocida