============================================================
116 ل وقالت المعتزلة: المراد من اليد إنما القدرة والقوة والنعمة. وقال الله تعالى: بل يداه مبسوطتان} [المائدة:64] بمعني نعمتاه.
فنقول: لا يجوز أن يقال بأن المراد من اليد القدرة والقوة، لأن الله تعالى قال: ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى} [ص: 75] ولو كان المراد من اليد إنما هو القوة والقدرة الكان ذلك قوتين وقدرتين وهذا لا يجوز، لأن قوة الله تعالى وقدرته واحد لا يفنى ولا ينقطع، بخلاف قوة المخلوقين، لأن صفاتنا أعراض، والعرض لا يبقى زمانين، وقوة الله
تعالى وقدرته ليست بعرض لا ينقطع ولا ينقص.
الوكذلك الكلام بأن الله تعالى متكلم بكلام واحد وكلامه لا ينقطع، ثم اليد في القولين على أربعة أوجه: منها الملك كقوله تعالى: تبرك الذى بيره الملك} [الملك: 1] اي له الملك، ويقال: هذه القرية في يد فلان أي في ملكه وتصرفه.
الومنها: المنة كقوله تعالى: يد الله فوق أيديهم} [الفتح: 10] أي منة الله فوق منتهم يعني التوحيد، وقوله تعالى: مما عملت أيدينا أنعكما فهم لها مللكون} [يس: 71] أي منة الله وأياديه.
ال وفي الخبر: "اللهم لا تجعل لفاجر عندي يدا"(1) أي منة، ومنها: المعصية كقوله تعالى: فبما كسبت أيديكر} [الشورى: 30].
الو منها: الجارحة وهي اليمين والشمال، والله منره عن الآخرين، وهذان [أي يد الله وملكه](2) بلا كيفي وتشبية وصورة وجارحة، وهي من صفات الأزلية.
(1) أورده الديلمي في "فردوس الأخبار" (1: 493) عن معاذ بن جبل رضي الله عنه بلفظ: "اللهم لا تجعل لفاجر عندي نعمة اكافئه بها في الدنيا والآخرة".
(2) ما بين المعقوفتين زيادة من (ب).
Página desconocida