============================================================
102 فصل (امن لم يعرف شرائط الإيمان هل يكون مؤمنا أم لا؟] قالت المعتزلة: لا يكون مؤمنا ما لم يعرف جميع شرائط الايمان ويصف بلسانه الاويصدق بقلبه، وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، ويؤمن بالله، وملائكته، الوكتبه، ورسله، ودين الإسلام [ويقول: إنه](1) خير من سائر الأديان فهو مؤمن مسلم.
وقالت المعتزلة : ما ذكرنا هو مذهب أبي حنيفة رحمه الله تعالى، فإنه ذكر في "الجامع الكبير"(2) أن من تزوج امرأة صغيرة فأدركت واستوصفت منها شرائط الإيمان، فإن الوصفت فهي امرأته، وإن لم تصف أو قالت: لا أدري، بانت منه، إلآ أنا نقول: توصف لها شرائط الإيمان، فإن علمت فهي امرأته، وإن لم تعلم أو قالت: لا أدري، بانت.
الولئن قال: ما الدليل [على] أن للعالم صانعا؟
قلنا: وجود الصنع دليل على وجود الصانع.
وقالت الدهرية والزنادقة وأهل الطبائع لعنهم الله تعالى: العالم قديم، وكذلك النطفة قديمة، والحب قديم، وهو أصل النبت، وهي من الطبائع الأربعة: برودة الهواء، الاوحرارة الماء، ورطوبة الماء، ويبوسة الأرض.
(1) ما بين المعقوفتين زيادة من (ب).
(2) يعني به "الجامع الكبير" للإمام المجتهد محمد بن الحسن الشيباني رضي الله عنه المتوفى عام 189 هجرية، وهو من كتب ظاهر الرواية في المذهب الحنفي.
Página desconocida