============================================================
243 الو البداء والرجوع من الله تعالى لا يصح؛ لأن البداء والرجوع إنما يكون ممن كان جاهلا اولايعرف عواقب الأمور.
والجواب عنه أن نقول: لا نسلم بأن في النسخ بداء ورجوعا، بل هو انقضاء حكم أؤل وانتهاؤه، واستناف حكم آخر؛ لأنه قد ظهر لنا أن الحكم الأول [قد انتهى](1) لم ليكن مؤبدا، لكنه مؤقت إلى ذلك الوقت، إلا أنا لا نعرف ذلك، فظهر لنا أن الحكم الأول قد انتهى وانقضى.
ال يدل عليه أن الله تعالى يحشر الموتى يوم القيامة، ولا يقال بأن فيه بداء ورجوعا، بل فيه انتهاء حكم الموتى، ويستأنف حكما آخر، كذلك ههنا ولا يقال بأن في النسخ بداء الا رجوعا، بل فيه انتهاء حكم المنسوخ في الموتى، واستئناف حكم الناسخ.
فإن قيل: أيش الفائدة في النسخ(2)؟
قلنا: الفائدة في النسخ التحنن [أو الشفقة](3) والتخفيف والرحمة على عباده، كما أن الله تعالى أمر المسلمين في الابتداء بأن يقاتل منهم كل واحل العشرة من الكفرة والفجرة بقوله تعالى: ان يكن منكم عشرون صبرون يغلبوا مائنين} [الأنفال: 65] ثم خفف بعد ذلك وأسقط عن كل عشرة ثمانية بقوله تعالى: ( العن خفف الله عنكم وعلم أب فيكم ضعفا} [الأنفال: 26] سماه تخفيفا، كذلك ههنا الناسخ أنفع في الحال؛ لأنه يوجب العمل به في الحال، والإيمان به واجب، والمنسوخ لا يجب العمل به في الحال، ولكن يجب الايمان به.
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من (ا).
(2) في (ب): ما الحكمة، ما الفائدة في النسخ؟
(3) ما بين المعقوفتين ساقط من (أ).
Página desconocida