وفي هذا الشهر خرج حسن بن الإمام من صعدة إلى بلاد خولان لتقريرها، والمناظرة فيما بين مشائخها وبين واليها؛ لأن الإمام لما سكن مشائخ خولان واليهم، وأرادوا عزله عنهم، ولم يساعدهم، بل قال:[75/أ] يتناظرون فإن صح عند النوعة المتولي حجة عزله وحوله، وأمر ولده حسن بن الإمام بالمناظرة بينهم، وتقرير الكلام عندهم، واستقر بحيدان من بلاد خولان ونفوس خولان غير راضية في الباطن بحسن بن الإمام، ورغبتهم عادت إلى علي بن أحمد هذه الأيام، ثم سار حسن بن الإمام إلى جبل رازح حيث كان، وعلي بن أحمد حصل معه التعب؛ لأنه لم يكن قد قطع اليأس عن خولان. وكان يدفع إليه أهله في ولاية النوعة هذا الأوان، ولا يراعون رأي النوعة في بعض تلك المطالب المأخوذة حال مشائخهم عند الإمام، فكان الأمر يومئذ قد اختلف، ورفعت كثير من القبائل رؤوسها، لما ظهر لهم من مثل علي بن أحمد في تلك الجهة وغيرها[75/ب]. وأحمد بن المؤيد صار بوادعة ، وفي نفسه أمور واسعة، وقال من قال منهم ولسان حالهم: هذا الإمام فيه الركة، لما اعتراه من الألم هذه المدة، وأحمد بن الحسن هو الذي يخشى منه قد اشتغل بتجهيزه إلى عدن بعض عساكره. وكان هذا كله في شهر شعبان، فأجهز أحمد بن الحسن بن خليل الهمداني إلى عدن بجماعة من العسكر بعد التجهيز الأول، للتحفظ على البندر من طارق يحصل من جهة العماني من البحر. وحصلت رجفة في ضوران في هذا الشهر بعد تلك الرجفات الأول، فحصل مع الدولة بعض ارتجاف، والله يسكن الفتن ويؤمن مما نخاف، فلينظر العاقل، ويعتبر بفكره الحاضر هذا الاختلاف والمنافسة على الدنيا بين أقارب الإمام، ثم من بعدهم من السادات، ثم من بعدهم من قبائل مذهبهم في هذه الحالات، فإذا كان هذا فيما بينهم يريدون الخلاف، ويثير الفتنة والاجتحاف، فما ظنك بمن كان من الملوك البعيدة عنهم، فلا يكون اللوم عليهم وحدهم في الخروج عليهم، والتفريق والبغي منهم، إذ أقل حالة التسوية فيما بينهم[76/أ].
Página 393