وفي هذه الأيام غزا آل حبيب من بلاد الحقار قرب خبت البقر مساقط جبال الحشر غربي بلاد فيفا وإلى محل الغازي لهم الشريف ابن باز، ولاه سعد شريف مكة، فتسرعوا في نهب مواشيهم وساقوها، فصاحوا إلى بلادهم واجتمعت القبائل ولحقوا الشريف وأصحابه، فقتلوا منهم من قاتلهم ونهبوهم وحرقوا أكثر بلدهم[26/ب]، وسبب ذلك أن الشريف غزا إلى أطراف بلادهم وانتهب من مواشيهم، مع ركة أيدي الأشراف وتحول دولتهم الأولة إلى غيرهم.
وفي هذه الأيام وصل إلى الإمام شكاة من أطراف بلاد سنحان إلى ضوران، فأرسل الإمام على المشكيين جماعة عسكر ونفاعة، فبلغ ولده محمد متولي صنعاء وسنحان، فأرسل على العسكر وطلبهم إلى حضرته، ثم نهبهم وأمر بحبسهم، فعجب من ذلك كثير من الناس ممن إطلع على ذلك واستغربه كثير لعظم أمر الإمام، وكون هذا لا يليق في حقه، ولو كان من غير ولده لكان خلافا وبغيا وخروجا، والإمام سكت عن ذلك وصفح، فلا قوة إلا بالله.والسبب حدة طبع المذكور فيعتريه عند بادرة الأمر حدة مزاج وانحراف، ثم يفيق بعد ذلك إلى المعقول، ولعله الإدلال، والله يصلح الأحوال.
Página 330