وفيها انتهبت سحار وآل عمار قافلة كانت خارجة من صعدة فيها دراهم كثيرة؛ لأجل الموسم مصدره إلى المخا وصنعاء، وسببه أن صاحب صعدة كان هذه الأيام عند المتوكل بضوران، وكان في صحبته عنده شيخ البلاد، لم يقض له غرضه وطال عليه المقام، فسار بغير زلاج، وفعل هذا عند وصوله قيل: ولعل صاحب صعدة سعى به فيه.
وفيها عزل أحمد بن الحسن فرحان عن ولاية بندر عدن وولى غيره[25/أ].
ولما سار علي إلى صعدة سعى في رد البعض مما أخذوه وما استولوا عليه وما حفظوه، فرد البعض وراح البعض، ثم ما زال عقب ذلك التخطف خارج صعدة للغادي والرايح، وكف أكثر التجار عن الإرسال بالمال، خشية من نهب القبائل وعدم الاحتفال.
وأحمد بن المؤيد صاحب عيان أرسل مع بعض القوافل جماعة من عسكره إلى باب صعدة.
ووصل الخبر أن صاحب الشحر أمير الدين العلفي لا ينفذ له أمر في غير البندر، فصالح القبائل وسكن.
وفيها مات الشيخ المسمى شلوبع-بالشين المعجمة ثم باء موحدة- كان المذكور بمدينة صنعاء اليمن مجذوبا مخلوعا، له رواتب يرتب بها من الأسماء لله الحسنى، يدعو بها في كثير من أوقاته وصلواته ويلحن فيها؛ لأنه رجل عامي، قيل: إصابه الجذب بسبب الأسماء، وكان يبيت بالليل في سمسرة وهب التي خارج باب اليمن ، ويستأجر واحدا من الذي في السمسرة بربطه وحراسته حال نومه؛ لئلا يخرج شاردا من الذي يعتريه من الجذب منها، ويدخل النهار المدينة يطلب الصدقة في الأسواق، ويصلي في بعض الحالات بجامعها. وكان قد شاخ وكبر وضعف. ولباسه[25/ب] قميص من ثوب خشن، وعمامته خرق وخيوط، وقد يستحد لسانه ويشتم من عانده بالكلام الفاحش، نسأل الله التوفيق وحسن الخاتمة.
Página 328