ونزل من شهارة علي بن قاسم بن المؤيد بالله أرسله والده إلى الأمروخ من بلاد الشرف، سكن فيه وكتب إلى أصحاب أحمد بن الحسن: بأنه لا يجوز لكم الإقدام إلى هذه البلاد، وأنكم إن طلبتم من القاسم من البلاد ما أردتم فعل لكم مطلوبكم وولاكم. وكان قد وصل أمر من أحمد بن الحسن بالتوجه إلى حجة والقصد لتلك الجهة، ثم كان خلاله وصول كتاب من محمد بن الإمام إليهم أنه قد أرسل صنوه حسين بن الإمام إلى شهارة للخوض في الصلح، فلا يفتح شيء حتى يعود الجواب، وكان قد أرسل علي بن أحمد بن الحسن الخياطي بجماعة عسكر رتبة في وعيلة طرف بلاد لاعة غربي مسور فوق بلاد هربة من حجة، فكتب إليه عبد الله بن أحمد[157/ب] من حورة انه يرتفع من وعيلة، فلم يسعده إلى قوله، ولم يلتفت إلى أمره ثم إنه توعده إن لم يخرج عنها، فكتب إلى حضرة علي بن أحمد وهو بنواحي الصلبة يطلب منه زيادة في العسكر والمادة، فأرسلوا إلى ذلك المكان رتبة قوية، وأرسل الأمير عبد القادر أيضا إلى شهمة السيد يحيى بن إبراهيم في جماعة لحفظ أطراف بلاد لاعة، وأرسلوا الفقيه محمد بن نجم الدين في صلح خمسة أيام آخرها يوم الأربعاء عاشر شهر شوال، بينما تعود الجوابات من السيدين أحمد وقاسم، وأرسل علي بن المهدي أحمد بن الحسن من الصلبة رتبة إلى الطور . وبلغ خبر الاشتجار بين النقيب ابن جلا الأهنومي وبين المحبشي في بلاد[158/أ] الضحي من تهامة، لأن المحبشي اعتزى إلى أحمد بن الحسن وابن جلا إلى القاسم بن المؤيد، وصاروا متراكزين هنالك.
وفي هذه الأيام حال وقوف الشمس ورجوعها زادت الأنهار، وغالت كثير من الأودية الغيول الخيرية مثل وادي سعوان قرب صنعاء اليمن فإنه ظهر غيله وسقى أمواله، وهو قد يخرج في غزر الأمطار، وينتفع به أهله في حال ذلك، لكنه لا يستمر ظهوره بل يخرج في أوقات.
Página 494