واعلم يا صنو محمد حماك الله أن هذا واجب عليك تبحث عنه وعن وقوعه وعن كيفية إصلاحه، ثم ترشدنا إلى طريق تسكن به النفس. وما كنا نحب ذكر شيء من هذا، ولكن المقام صار لله سبحانه وتعالى والدخول فيه والخروج عنه مسؤول عنها، ونعوذ بالله من الهلاك. وقد أوجب الشارع البحث عما يوجب الشك حتى يزول فاعرف هذا. ويجب منك -حفظك الله- أن تطلع هذا على الوالد زيد بن علي حماه الله؛ لأنه حضر في حرب الحوادث وكذلك الفقيه بدر الدين محمد بن علي جميل فإنه حضر في حرب نقيل الشيم، وقد عرفتم أن التوبة الصحيحة لا تكون إلا بالتخلص من الدماء والأموال على الوجه المشروع كمالا يخفى، وقد طوينا غير ذلك مما تلهجون به، وحسبنا الله ونعم الوكيل: {ياأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} ولقد سبق لك القصد إنا حملناك وألزمناك هذه الأمانة تبحث عنها وعن التخلص عنها ثم تعرفنا؛ لأنه ينبني على ذلك إتمام سرعته، ثم ذكر آخره أنه بلغ وصولكم، فإني بريء من الوصول هذه الساعة[138/ب] لما يحصل من التشعبة على القبائل، ولأجل الجراد التي أكلت الثمار، فأرسل به محمد بن المتوكل إلى أحمد بن الحسن، وهذا جواب أحمد بن الحسن على المذكور، قال فيه ما لفظه:
Página 468