وفي هذه الأيام وصلت من صاحب عمان إلى المخا رصاص قدر ألفي رطل معونة لحرب الفرنج إذا خرج أحد منهم في السواحل، كل ذلك منه لأنهم خصومه، وكثرة ما جرى بينه وبينهم من الحروب.
وفي هذا العام حصل مطر الصيف واستمر إلى شهر محرم وصلحت الأرض.
وفيها مات الشيخ العارف الصوفي محمد بن الشيخ طاهر بن بحر ببلدة المنصورية بتهامة، وكان على طريقة والده الشيخ طاهر بن بحر في إكرام الضيف والثروة، وخلف ولده عبد الباري[14/أ].
وفيها مات الشيخ السيد إسماعيل بن إبراهيم الحضرمي ببلدة لكمة بن سليم، ما بين الحيمة وحراز وكان ساكنا فيها من مدة مع ضعف هواها ووباها، وكان مكرما للضيف، ما أحد يمر إلا وأغاثه؛ لأنه على طريق حراز، وكان كثير النذور من القبائل، وما دخل يده أنفقه رحمه الله، واتفق مع رجل أنه لما عبر الطريق وهذه البلد صادف بعض جواري الشيخ تغرف الماء من المورد فكأنه راودها عن نفسها، فبلغ الشيخ، فدعا عليه، فجن في الحال والوقت وتغير عقله، وبقي كذلك برهة من الأيام مكبلا بالحديد، ثم إنه عكب أيضا بعد ذلك ثم لم يلبث أن مات.
Página 311