وصاحب كوكبان كان حال بلوغه الخبر في شبام، ثم أمر حال وصول الخبر بالطلوع إلى قلعة كوكبان بأهله وخزانته وخاصته، وكان شرعت صنعاء تقلق ظنا أن محمد بن الإمام يبايع، وأنه إذا بويع له يحصل ما يحصل من أحمد بن الحسن[122/ب]، فحصل المعقول من محمد بن الإمام، بعد أن كان طلبه للبيعة من يريد التفريق بين المسلمين والعجلة وإثارة الفتنة، فوقى الله شر ذلك، وسكنت الأمور في هذا الوقت ببلاد صنعاء، والله أعلم ما يكون من أهل شهارة وصعدة.
وأرسل محمد بن الإمام للحيمة وغيرهم، فأخروا الوصول لحضورهم وقالوا: لا يكون إلا عند معرفة من يستقر لهذه الأمور، ويتفق عليه الجمهور، ومما شرطه في البيعة القاضي محمد بن علي قيس الثلائي القرب من الناس، وترك الاحتجاب والإيناس، وتسليم الديون اللازمة في المشتريات، وتقريب أهل الفضل وتبعيد غيرهم من الأجناس، وعزل الجورة من الولاة في اليمن الأسفل، هذا ما بلغ به الخبر، ولم نحضر ذلك المقام، ولم نشاهد فيه الكلام.
وأكثر من بالغ في المبايعة الفقيه أحمد بن صالح بن أبي الرجال، وأعلن بالخطبة على المنبر بصنعاء والغراس، وكان هو أول من خطب وحرض، ولما انعقد هذا العقد اختلف الناس، فقال كثير من العامة والخاصة: أحمد بن حسن غير كامل لشروط الإمامة من العلم التام، وإنما هذا ملك وسلطنة، وبعضهم يقول: هذا صحيح، إلا أنه نصب للمصلحة لجمع الكلمة وتسكين الدهماء والفتنة؛ لأنه إذا قام غيره حصلت الفتنة، لما بيده[123/أ] من العساكر والخزائن، والنظر في المصالح ودرء المفاسد أمر مهم، مع أن سائر المترشحين لها من السادات الغالب عليهم أيضا عدم كمال شروطها، فكان هذا الرجل ترجيحه مع كبر سنه في آل القاسم أولى بها.
Página 447