فلما مات محمد بن الحسن، تقاصرت أحوال كثير من الناس، وتغيرت عليهم الأحوال، وما ألفوه من العطاء والقرب لبعض الأغراض والموافاة والعادات، فشق على كثير تلك الحالات، وعسرت عليهم كثرة المراجعة والملاحقات، فمنهم من صبر وأخذ بعد العسرة ما صدر، ومنهم من زرع ماله واشتغل عن الطلب في أكثر أحواله، وكثر منهم التشكي والتوجع ولكن لا يجدي ذلك، كما قال المتنبي شعرا:
تعبت في مرادها الأجساد
وإذا كانت النفوس كبارا
وحصل بسبب ذلك بعض الإهمال وعدم النفع، ولولا أن مملكة اليمن لم يبق فيها من المعارضين، والملوك الذين كانوا فيما مضى كائنين، لكان بسبب ذلك الخلل العظيم، ولمال من الناس عنه من يميل، إلا أن الأمور لما اجتمعت لأولاد إخوته وهم معاضدون له استقامت لهم الأمور واجتمعت الكلمة في هذه الدهور.
[114/ب]وللسيد أحمد بن محمد الآنسي الشاعر قصيدة طويلة منها قوله:
أما الإمام أصلح الله دولته
وزاده بسطة ما أورق العود
فقد أجاع ذويه ثم قال لأبناء
العراق عودوا للنديم عودوا
وفي الخزائن مالا عد يحصره
ولا حواه ابن مودود ومودود
ما بالخليفة من قل ولا بذوي ال
حاجات من قبل لو يسعد الجود
كم فارق الباب من شيخ ومن حدث
باك وكم آب بالحرمان مطرود
وكم تلونت الحرباء بوجه فتى
فؤاده من هوان الباب مفؤود
وإن سمعت بفتح الباب آونة
فلا تلجه فباب البذل موصود
تجاوز النفر الأدنى بنائلة
وفاز منه بحظ الأبيض السود
فكم من الشحر أوبغداد أوبلد ال
إحساء لعمرك مذروع ومعدود
ولا تقل أنا من أبناء فاطمة
ولا ذرى يمن آبائي الصيد
أتجمع المال بعد المال معتبرا
بمن مضى ولجمع المال تبديد
جمع المكارم أولى ما همت به
ولن تكن وسيف البذل مغمود
وكل بذل أتى من بعد مسألة وطول مطل فمذموم ومنكود
Página 437