95

Bahjat Nazirin

بهجة الناظرين إلى تراجم المتأخرين من الشافعية البارعين

Editorial

دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م

Ubicación del editor

بيروت - لبنان

Géneros

قلت: ولا وجه لاتهامه وحضور ابن الجزري عليه ممكن بل سماعه كما هو معروف عند أهل الحديث. انتهى. وأخذ عن جماعة من علماء الإسلام كالقاضي بهاء الدين بن أبي البقاء، ومدحه الشيخ شمس الدين بأبيات، واستُحسنت منه في ذلك الوقت. وبرع في علم القراآت وأتقنها وأخذها على وجهها من أئمتها كابن السلار نادرة زمانه في هذا العلم، وبرع في أيامه حتى أنه درّس بعد وفاته بمشيخة الإقراء بأم الصالح في حدود الثمانين وسبع مائة بحضرة الأعلام وشكر الأئمة درسه وممن حضره وشكره صاحبه الشيخ شهاب الدين بن حجّي قال: وكان درسًا جليلًا حسنًا. وولي المذكور خطابة جامع التوبة بالعقيبة، وتنازع فيها هو والشيخ شهاب الدين بن الحسباني، ثم ولي قضاء الشافعية بالشام من قبل الظاهر برقوق الجركسي لكن لم يتم الأمر. ودخل إلى القاهرة، وأخذ عن أئمتها كالشيخ ومن في طبقته، وكان له صيت في ذلك الوقت ثم ولي الصلاحية بالقدس الشريف. ولم تطل مدته فرحل عقب ذلك بعد أمور اتفقت له من جهة الدولة إلى بلاد الروم فأكرمه صاحبها الملك أبو يزيد وأحسن إليه وبالغ في تعظيمه، واشتهر إذ ذاك في تلك البلاد، وبها أدرك أئمة من العلماء في الفنون وصنف في القراآت المصنفات الكثيرة النافعة، ونظم الكثير وله طبقات القراء. ثم رحل بعد قتل أبي يزيد إلى بلاد العجم فعظم فيها وولي القضاء بشيراز. قال القاضي علاء الدين الحلبي في تاريخه: قدم المذكور حلب سنة ثلاث وتسعين ثم توجه إلى بلاد الروم ونزل عند صاحب الروم السلطان أبي يزيد بن عثمان فأكرمه إكرامًا زايدًا، واستمر عنده معظمًا إلى أن مات ابن عثمان ﵀ في سنة خمس وثمان مائة في أسر تمرلنك فسافر من

1 / 98