188

Bahja

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Editor

د .أحمد زكريا الشلق

Editorial

دارالكتب والوثائق القومية

Edición

الثانية

Año de publicación

1426هـ /2005 م

Ubicación del editor

القاهرة / مصر

وفي يوم 29 نوفمبر سنة 1845 بارح سموه مدينة طولون قاصدا مدينة | مارسيليا فوصلها عند ظهر ذلك اليوم ، ولما وصل حيته القلاع بإطلاق مدافعها | وعند نزول سموه إلى البر قابله الجنرال ( كونت دوبول ) قائد الحامية وسائر | مأموري الحكومة وكان نزول سموه في منزل أحد التجار المشهورين الذين لهم | علاقات دائمة مع البلاد المصرية وهو منزل ( اخوان باستري ) وهناك زاره أكابر | | البلد من تجار وأعيان ثم دعا سموه مأموري الحكومة إلى مأدبة أعدها لهم ، وبعد | الفراغ من تناول الطعام ذهب إلى التياترو وقابله هناك جميع المتفرجين بالتهليل | والتصفيق كما هي عادة الإفرنج عند إظهار استحسانهم أو سرورهم من أمر | وبعد انتهاء التشخيص عاد سموه باليمن والإقبال إلى منزل باستري إخوان | فقضى ليلته فيه إلى الصباح .

وفي اليوم التالي الموافق ( 30 نوفمبر ) زار المدينة ومر في أهم شوارعها فعند | مروره من شارع بائعات الأزهار قدمن لسموه باقة من الزهور الجميلة فتعطف | سموه بقبولها منهن .

وفي مساء الساعة التاسعة توجه ( إلى البالو ) الذي أعده الجنرال ( كنت | دوبول ) إكراما لسموه فمر في جميع غرف الرقص وصار يلاطف السيدات | والمدموازلات برقيق لفظه وسليمان باشا يترجم لهن عباراته حتى انشرحن من | ملاطفته وأعجبهن حسن التفاته إليهن وتعطفه السني جهتهن وعليهن .

وفي صبيحة أول دسمبر سنة 1845 زار سموه ما حوته المدينة من ورش | وفايريقات وجميع الأماكن الصناعية وكان رحمه الله يتأمل بغاية الدقة إلى آلاتها | اللطيفة الغريبة ويعجب من حسن صنعتها العجيبة ، ومما أدهش مهندسي هذه | الفربريقات حدة ذكاء الأمير وقوة فكره وفهمه هذه التركيبات الميكانيكية حتى | أنه أبدى لهم بعض ملحوظات لتحسين بعض الآلات مع عدم تعلم سموه العلوم | الهندسية بل ولا غيرها من العلوم مطلقا .

Página 222