Bahja
البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك
Investigador
د .أحمد زكريا الشلق
Editorial
دارالكتب والوثائق القومية
Número de edición
الثانية
Año de publicación
1426هـ /2005 م
Ubicación del editor
القاهرة / مصر
وذلك أنه التقى بجيش المصريين في موقع يبعد عن ( نابلس ) بضع ساعات | وبعد قليل لم يستطع الوقوف أمام نيران المدافع وتقهقر بعد ما قتل من رجاله | نيف ومائة رجل إلى أحد التلول المجاورة للمدينة ، فتبعه المصريون ودخلوا المدينة | عنوة أما هو فهرب مع من بقي من رجاله وكان مثخنا بالجراح هو وأحد أولاده | فالتجأوا إلى مدينة ( حبرون ) حيث عزم على أن يقاتل ويدافع عن نفسه حتى | يموت فاقتفى أثره إبراهيم باشا مع جيشه ولم يلبث أن وصل ( حبرون ) وأمر | بمهاجمتها بدون أن يترك للعدو أدنى وقت لتحصينها وكان ذلك في 14 | أغسطس سنة 1834 فانقض المصريون عليها كالليوث الضارية بقوة لا يقوى | على مقاومتها إنس ولا جان ، ودخلوها بعد قتال عنيف كانت الدائرة فيه على | الشيخ قاسم ورجاله مع كونهم دافعوا دفا ع الأبطال ، وساعدتهم على ذلك | | الأشجار المغروسة بالبساتين المحيطة بالمدينة من كل طرف مما عاق المصريين في | هجومهم وكان سببا لموت كثير منهم بين أنفار وضباط إذ كان الضباط في | مقدمة الجند يشجعونهم على القتال . |
اقتفاء إبراهيم باشا أثر الشيخ قاسم :
ولما دخل إبراهيم باشا المدينة عفا عن سكانها وأمنهم على أموالهم وأعراضهم | لكنه أقسم باستئصال عائلة الشيخ قاسم من أولها إلى آخرها ، فلما رأى الشيخ | المذكور ذلك فر هاربا من المدينة عند دخول المصريين ولم يتمكن إبراهيم باشا | من القبض عليه مع ما بذله من العناية في ذلك فخرج الباشا من المدينة لاقتفاء | أثره ، بعد أن ترك بها حامية قوية تحت قيادة سليمان باشا خوفا مما عساه يحصل | من الفتن فيها وبث الجواسيس في سائر أنحاء فلسطين ليقف على المحل الذي | احتمى فيه الشيخ المذكور ورجاله وبعد قليل عاد بعض الجواسيس إليه وأخبروه | بأنه في قرية يقال لها ( الكرك ) واقعة في جنوب بحيرة لوط ( البحر الميت ) وهي | مدينة حصينة وبها قلعة منيعة مبنية على قمة شاهقة يتعذر الوصول إليها لوعورة | الطرق الموصلة إليها وبذلك يمكن لحامية قليلة أن تصد عنها كل مهاجم وترد | كل عدو بعدده وعدده ، فلما علم إبراهيم باشا بذلك آلى على نفسه أن يأخذ | الشيخ المذكور أسيرا ولو حمله ذلك على إهلاك معظم جيوشه ، لأنه إن لم يفعل | ذلك ظن أهل الشام أنه غير قادر على اخضاعه وربما جرهم ذلك إلى العصيان | فكان قصد إبراهيم باشا بمحاربة الشيخ قاسم وقتله هو أن يكون ذلك مثالا | وعبرة لسكان الشام كي يعلموا علم اليقين أن كل من عادى إبراهيم باشا لا | بد أن ينال جزاءه عاجلا لا آجلا .
Página 160