العهد المغولي وما أعقبه من تطورات إلى عهد الاحتلال الإنكليزي.
الباب الثالث:
الاحتلال الإنكليزي وما أعقبه من تطورات.
الباب الأول
العهد العباسي
إن تاريخ بغداد السياسي هو تاريخ الخلافة العباسية، إن لم نقل تاريخ العالم الإسلامي خلال القرون الخمسة من سنة 150ه إلى 656ه، وكل أثر لهذه الدولة في تكييف الأحداث وتوجيهها يمكن أن ينسب إلى هذه المدينة ويتصل بتاريخها. وبما أن تاريخ تلك الدولة ينقسم إلى عدة أطوار تتمايز بخصائص وتصطبغ بأصباغ مختلفة، رأينا أن نوزع هذا الباب إلى خمسة فصول.
الفصل الأول
طور العظمة والازدهار (145-247)
تولى الخلافة في هذا الطور تسعة من الخلفاء، أولهم المنصور وآخرهم المتوكل، ستة منهم اتخذوا بغداد عاصمة لهم، وثلاثة انتقلوا إلى سامراء فاتخذوها مقرا؛ وهم: المعتصم، والواثق، والمتوكل. وقد كان الخلفاء في هذا الطور مصدر السلطات كلها من عسكرية وقضائية وإدارية، فإن المنصور عندما انتقل إلى بغداد كان قد قضى على منافسيه من العباسيين والعلويين، ومن القواد المدلين بخدمتهم المتعاظمين بنفوذهم، وتفرغ بعد هذا للإصلاح الداخلي، فاستتب الأمن في طول البلاد وعرضها، واتسع العمران، وأقبل الناس على طلب العلوم من شرعية ولسانية وكونية، فاتسعت رقعة بغداد وازدحمت بالسكان.
وأهم مناصب الدولة في العاصمة: الوزارة، والحجابة، والكتابة، ورياسة الشرطة، والقضاء.
Página desconocida