إن قيل: قد فسرت مودة أهل البيت ذرية محمد المصطفى وخاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تعالى: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}(1) بالاتباع لعالمهم ولجماعتهم العلماء من أهل كل عصر في ذلك العصر، والتجاوز عن مسيئهم والاتباع والتقديم لمحسنهم في كل خصلة من خصال الدين شريفة، وأوجبت ذلك تصريح الآية وقلت في ذلك: "أن من لم يتبع عالمهم، ويقدمه في خصال الدين الشريفة ما لم يخرج ذلك العالم إلى الفسوق والعصيان والجرأة في الدين بمخالفة القاطع من الأدلة عمدا غير متأول، أو بمخالفة ظني معاندة لله تعالى، فمن أين لك أن المخالف لجماعتهم أو لعالمهم الذي ذكرت أو يتجاوز عن مسيئهم بأن لا يهينه لأجل شرفه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم غير آت بمودتهم التي فرض الله تعالى لهم عليه، وهلا قلت أنه مود لهم ولو خالف عالمهم الذي ذكرته بشروطه أو جماعتهم.
Página 113