296

El Badi en la ciencia árabe

البديع في علم العربية

Editor

د. فتحي أحمد علي الدين

Editorial

جامعة أم القرى

Edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٠ هـ

Ubicación del editor

مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية

Géneros

و" أحسن" نصب المصادر، و" أفعل" إنما يضاف إلى ما هو بعضه فيجب أن يكون التّقدير: سرت أشدّ السّير سيرا، وصمت أحسن الصّيام صياما؛ ليصحّ الكلام، ويجوز أن تنصبه على أنّه صفة مصدر محذوف، تقديره:
صمت صياما أحسن الصّيام، ولا اعتبار بإضافة" أحسن" إلى المعرفة؛ فإنّها إضافة غير حقيقيّة.
الحكم الثالث: المصدر يتقدم على فعله إذا كان متصرّفا، تقول: ضربا ضربت، والضرب الشّديد ضربت، والصّمّاء اشتملت؛ وإنّما جاز ذلك لأنّه مفعول، والمفعول لا يلزم مرتبة، وبعضهم (١) يجيز تقدّمه على الجملة، نحو:
حقّا هذا زيد، ومنهم من لا يجيزه (٢)، وأجاز الزّجّاج (٣): زيد حقّا أبوك؛ حملا على قول الأحوص (٤):
إنّى لأمنحك الصدود وإنّنى ... قسما إليك مع الصّدود لأميل
الحكم الرّابع: المصدر لا يثنىّ ولا يجمع؛ لأنه جنس، والجنس لا حصر له، إلا إذا اختلفت أنواعه جاز تثنيته وجمعه، مبهما ومؤقّتا.
أمّا المؤقّت - وهو المختصّ - فتقول فيه: ضربت ضربتين، وضربات، إلّا أنّ الجمع أنقص توقيتا من المفرد والمثنّى؛ لأن/" ضربات" يصلح لعقود

(١) - فى ابن يعيش ١/ ١١٦:" وأمّا سيبويه فلم يمنع من جواز تقديم" حقّا" بل قال فى الاستفهام:" أجدك لا تفعل كذا وكذا" كأنه قال: أحقا لا تفعل كذا وكذا، ففى ذلك إشارة إلى جوازه ... ".
(٢) - وهو الزّجّاج، قال ابن يعيش فى الموضع السابق:" وقال الزجاج: إذا قلت هذا زيد حقّا، وهذا زيد غير قيل باطل، ولم يجز تقديم" حقا" لا تقول: حقّا هذا زيد".
(٣) - انظر: ابن يعيش فى الموضع السابق أيضا؛ ففيه بقيّة كلام الزجاج، وهو:" ... فإن ذكرت بعض الكلام فوسطته وقلت: زيد حقّا أخوك، جاز".
(٤) - انظر: شعر الأحوص ١١٧.
والبيت من شواهد سيبويه ١/ ٣٨٠.
وانظر: المقتضب ٣/ ٢٣٣، ٢٦٧، وابن يعيش ١/ ١١٦، والخزانة ٢/ ٤٨ و٤/ ١٦٢.

1 / 135