============================================================
قال عياض: أصل الطاعون القروح الخارجة في الجسد، والوباء عموم الأمراض؛ فسميت طاعونا لشبهها بالهلاك بذلك، وإلا فكل طاعون وباءه وليس كل وباء طاعونا. ويدل على ذلك حديث آبي (11اب) موسى: "الطاعون وخز أعدائكم من الجن"، وإن/ وباء الشام الذي وقع في الأحاديث، إتما كان طاعونا، وهو طاعون عمواس؛ وكان قروحا.
وقد لخص(1) الشيخ محيي الدين النووي في "شرح مسلم" كلام عياض. وقال في "تهذيب الأسماء واللغات: الطاعون مرض معروف، وهو بثر(") وورم مؤلم جدا، يخرج مع لهيب، ويسود ما حواليه أو يخضر أو يحمر حمرة بنفسجية كدرة، ويحصل معه خفقان القلب والقيء، ويخرج في المراق والاباط (2) غالبا، وفي الأيدي والأصابع وسائر الجسد.
وقال في "الروضةه: فسر بعضهم الطاعون بانصباب الدم إلى عضو وقال اكثرهم: إنه هيجان الدم وانتفاخه. قال المتولي(4): وهو قريب من الجذام؛ من أصابه تآكلت أعضاؤه وتساقط لحمه. انتهى: 1) عل: شنص تحريف.
(2) ضبطها الحافظ في آخر الباب بضم الموحدة وفتح السثلثة، وقال: جمع بثر، يفتح الموحدة والسثلثة وقد تكن- ولم اجدها بضم الموحدة، وانما هي بفتحها مع سكون المثلثة أو تحريكها، والواحدة يثرة؛ وهو خراج صغير، كما في القاموس (3) (الآباط) ليست في ف.
(4) هو عبدالرحمن بن مأمون بن علي، أبو سعد، المعروف بالمتولي (ت: 478 ه)، وهر فقيه شافعي، أصولي، تولى التدريس بالمدرسة النظامية ببغداد- معجم المؤلفين: 166/5.
Página 31