============================================================
الرمادة، وهي المجاعة التي كانت في الحجاز. ومات فيه خمسة وعشرون الفأ(1)، وقيل: ثلاثون الفأ .
قوله: "الجارف" بجيم وآخره فاه: سمي الطاعون بذلك لأنه جرف الناس، كما يجرف السيل الأرض، فيأخذ معظم ما فيهام. وفي [52/1) سنة وقوع هذا الطاعون اختلاف كثير، ذكره النووي في أوائل لاشرح مسلم"، أرجحه أنه في العشر السابع؛ إما سنة أربع أو سبع أو تسع وستين، وكان بالبصرة، ووقع بها أيضا طاعون يسمى(2) "الجارف سنة سبع وثمانين. وطاعون يقال له: "طاعون غراب"، دون الجارف، وعدة طواعين كانت بها.
وكان بالكوفة الطاعون الذي فر منه المغيرة بن شعبة، فرجع فمات، وهو سنة خمسين. وقبله في حياة آبي موسى الأشعري. وقيله في حياة ابن مسعود، رضي الله عنهم. كل ذلك بالكوفة.
وكان بمصر سنة(3) ثماتين.
وكان بالشام بعد طاعون عمواس عدة طواعين؛ بعضها توالى(4)، حتى كان خلفاء بني أمية يسكنون - إذا قرب أوانه- البوادي. ولذلك أقام هشام- منهم- بالوصافة ويقال: إن بعض أمراء دمشق لبني العباس، خطب فقال: (أحمدوا الله الذي أذهب عنكم الطاعون منذ ولينا عليكم). فأجابه رجل جريء من الشاميين فقال: ما كان الله ليجمعكم علينا والطاعون. وفي المثل: "لا يكون الطاعون والحجاج".
(1) الطبري: (101/4) . وفي الأصل: خمة وعشرين- لحن: (3) ف: بعد منة.
(1)ف، ظ: سي (4) في الأصل وظ: يتوالى، وما أثبته من ف.
Página 156