وإذا كان من الأدباء من لا يستكثر ذكر المقابلات الدخيلة أو الأجنبية، فما الذي يضيرنا إذا فسرنا كل كلمة نظنها غريبة أو قليلة الذيوع، لتزيد ثروتنا اللغوية بقليل من العناية، وإن الصدر ليضيق حين نجد من الصحف من يقول: «صورة رمزية كاريكاتيرية وهي رطانة ثقيلة لا تسيغها الآذان!»
أين امرؤ القيس والعذارى
إذا مال من تحتها الغبيط
استنبط العرب في البوادي
بعدك واستعرب النبيط
ومما يؤسف له، أن كثيرا من الناس لا يجدون سبيلا إلى إفهام القراء أنهم يعرفون لغة أجنبية غير حشو كتاباتهم بالألفاظ الفرنسوية أو الإنجليزية، وفاتهم أن أشرف سبيل إلى ذلك هو تعريب الكتب القيمة، ونقل الآراء الطيبة، ليدل الناقل أو المعرب على أنه يستفيد مما يطلع عليه من آثار الفرنجة. وشر ما نعرف في هذا الباب أن من الناس من لم يدرك غير الحروف العربية، ولكنه مع ذلك يغرب في حشو كتابته بالألفاظ الأجنبية كأنها سر من أسرار البيان!
إلى ...
ولما نسيتم ودنا وغرامنا
ولم تحفظوا بعد الفراق لنا عهدا
جعلنا نغض الطرف عنكم وعندنا
Página desconocida