وسب الدهر عادة قديمة أفرد لها رواة الأدب بابا سموه «شكوى الزمان»، وقد تنبه بعض الشعراء إلى هذه الضلالة الفاشية، فرثى لأصحابها بقوله:
كل من لاقيت يشكو دهره
ليت شعري هذه الدنيا لمن؟
وكأن رسول الله رأى جموع الكسالى الذين يحسبون أنفسهم خلقاء بأن يملكوا ناصية العالم، ثم لا يعلمون شيئا، حتى إذا حاقت بهم عواقب كسلهم، بسطوا ألسنتهم في سب الدهر، وشكوى الزمان، فأراد - عليه السلام - أن ينهاهم عن هذه الخلة النكراء بقوله: لا تسبوا الدهر؛ فإن الدهر هو الله.
لقد ملأتم الدنيا صراخا وعويلا، فهل أغنى الصراخ والعويل؟ أفسدتم على الناس فطرهم بإذاعة الآراء السقيمة، والمبادئ المهلكة، فمتى تفتحون أعينكم لتروا نظام الكون كما خلقه الله، لا كما صورته لكم شهواتكم وأهواؤكم؟! نحن صرعى خطلكم، وقتلى جهلكم، فلا عفا الله عنكم، ولا عاد زمن كنتم فيه من المكرمين.
شكوى عليل
عزيزتي فتحية
لا تطيق يمناي الكتابة إلا بألم شديد؛ وذلك - لو تعلمين - سبب حرماني من الكتابة إليك منذ حين! وكم تمنيت كلما أدرت اللفائف على تلك اليد الجريحة، لو أن يمناك الجميلة هي التي تتولى برفقها ضمد ذلك الجرح البليغ، ولكن هيهات يا فتحية، ما كل مأمول ينال! وكم أنشدت كلما أدنى الخيال محياك الجميل.
إن عيني تعودت كحل هند
جمعت كفها مع الرفق لينا
Página desconocida