وجاذبتنا أعنتها البراذين
هذه نماذج من الأدب القديم، وقد قدمت لك أن من العقل أن ننتفع بما للأسلاف من الأدب الممتع الرصين، ومن الأدب ما صار ميراثا للإنسانية جمعاء، فلننتفع به كما هو ولنعفه من التغيير والتبديل، وإذا شئنا أن يكون لنا أدب جديد فليكن في موضوعات جديدة لم يتناولها الأقدمون، وإلا أضعنا ما طمحوا إليه من الخلود، وأسأنا الانتفاع بما قدموا من جهود.
رفقا بالورق والحبر والمطابع يا حملة الأقلام، لا تكونوا أبواقا للقدماء، بل كونوا شيئا يذكره التاريخ، لا خير في الكاتب إن حرم الصدق والأمانة، وليس في السارقين صادق أمين، اكتبوا بأنفسكم ولأنفسكم، فإن لم تستطيعوا ففي الأدب القديم ما يروي ظمأكم - لو تعلمون!
الطبيعة والإنسان
كل ما وجد في الإنسان، أو خلق له، أو أحاط به يبلى ويتغير ويبيد، فهو يمشي من الربيع إلى الخريف، والقوانين، والعادات، والفنون الجميلة والممالك؛ كل هذه تنتقل من الجدة إلى البلى ومن الشروق إلى الغروب، وأحيانا تخترم وهي في عنفوان الشباب!
ومع ذلك فإن الطبيعة تظل متمتعة بالثبات والخلود، على الرغم من وفرة الاستحالة والتطور والانقلاب.
معربة
حديث القط
عزم القط، بعد أن هزم الفيران، في موقعة الصحراء، وبعد أن يئس من اغترارهم به، واقترابهم منه، أن يزور بيت الله الحرام؛ ليكفر عن سيئاته الماضية، وليمهد لحياته القابلة، بأداء فريضة الحج، فوزع المنشور الآتي على الفيران:
لما تبيناه من قبح الظلم وحسن العدل، ولما عرفناه من دمامة الرذيلة ووسامة الفضيلة؛ قد رأينا أن نؤم الديار الحجازية لأداء تلك الفريضة الإسلامية.
Página desconocida