المجلد الأول
بسم الله الرحمن الرحيم وبه الحول والقوة [١] تسلّق الزائغون عن المحجّة في التلبيس على الضعفاء وتعلّق المنحرفون عن نهج الحقّ في إفساد عقيدة الأغبياء من طريق مبادي الخلق ومبانيه وما اليه معاده ومآله تعلقا به ينبّهون غرّة الغافل ويحيرون فطنة العاقل وذلك من أنكى مكايدهم للدين واثخن لبلوغهم في انتقاض الموحّدين وَيَأْبَى الله إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ [١] ٩: ٣٢ ويعلى كلمته ويفلج حجّته وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ ٩: ٣٢ [١] وانّ من عظيم الآفة على عوامّ الأمّة تصدّيهم لمناظرة من ناظرهم بما تخيّل في اوهامهم وانتصب في نفوسهم من غير ارتياض بطرق العلم ولا معرفة بأوضاع
_________
Qor.،sour.IX،V.٣٢. [١]
1 / 1
القول ولا تحكّك بأدب الجدل ولا بصيرة بحقائق الكلام ثم إلقاؤهم بأيديهم عند أوّل صاكّة تصكّ أفهامهم وقارعة تقرع أسماعهم ضرعين خاشعين مستجدين مستقلّين الى ما لاح لهم بلا اجالة رويّة ولا تتعير (؟) عن خبيئة وعلى أهل الطرف والشرف منهم التخصيص بالنادر الغريب والرغبة عن الظاهر المستفيض والإيجاب بغوامض الألفاظ الرائقة والكلم الرائعة وان كانت ناحلة المعاني نحيفة المغاني ضعيفة الضمائر واهية القواعد فقصارى نظرهم الاستخفاف بالشرائع والأديان التي هي وثاق الله تعالى في سياسة خلقه وملاك امره ونظام الألفة بين عباده وقوام معاشهم والمنبّه على معادهم الرادع لهم عن التباغي والتظالم والمهيب بهم الى التعاطف والتواصل والباعث لهم على اعتقاد الذخائر من مشكور صنائع العاجل ومحمود ثواب الآجل فتعرّض الى ما هو منهيّ عنه في حكمة العقل التعرض له من الاستهداف بقدح القادح واستدعاء مقت الماقت والسعي في إفساد ذات البين والاستشراف للفتنة وتلبيس الحق على الضعفة وأكثر ما يعترى هذه البليّة طبقة أهل اللسان والبيان يظنون ظنونا كاذبة ويسمّون بهم قاصرة
1 / 2
الى حيث يحجم همه البارز النقّاب عن التطلّع الى أدناه ويحقّ ما ذكره العتبى في كتابه وان كان دخيلا في صناعته متكلّفا ما ليس من بزّته حيث قال في صفة هذه الطبقة قد رضى من الله ومن عباده عوضا ان يقال فلان دقيق وفلان لطيف يذهب إلى انّ لطف النظر قد أخرجه عن جملة الناس وبلغ به علم ما جهلوه فهو يدعوهم الرعاع والغثاء والغثر وهو لعمر الله بهذه الصفات أولى وهي به أليق في أخوات لهذه كثيرة ويا لها من فضيحة إذا أخذت الحجة يكظم أحدهم واسبل الحقّ جناحه عليه بقي مبهوتا منقطعا قد خانته معرفته وكذّبته أمنيته وبدت عورته وظهرت حيرته وصار ضحكة للناظرين ومثلا سائرا في السامعين بعد أن كان يظنّ ضحكة لفضل علم أو بيان وكفى ذلّا وحزنا ودناءة ونقصا لراض بهذه المنزلة ومعترّ بتفريط السفلة مقبلا على لحمه وعظمه مضيّعا أيّام أدبه وعلمه ومن كانت هذه حاله فحقّ له النكال والنكير في العاجل مع ما يبوء به من ناهض الإثم وعظيم الإصر في الآجل ومن أعظم ذلك على أرباب القلانس وأصحاب المجالس الذين طلبهم العلم لا للَّه ولا لأنفسهم ولكن
1 / 3
للتصدّر والتقدّم فهم يأخذونه من غير مظانّه ويترشحون له [Fo ٢ Ro] بلاد واعية مقدّماته مستحلبين أفئدة العامّة بإطراء مذاهبهم مفسدين عليهم أذهانهم بما يقصّون من غرائب العجائب الّتي رووها مستأكلة القصّاص عن أحدوثة في العقل مردودة واعجوبة عن الفهم محجوبة حتى شحنوا صدورهم بترّهات الأباطيل وضيّعوا نفوسهم بالأسمار والأساطير فهم الى كلّ ناعق سراع وعن كلّ ذي حقّ بطاء وللمتّبع متعرضون وعن الواجب معرضون المحق فيهم مبطل والمدقّ ملحد والمخالف لهم ومقهور والناظر مهجور والحديث لهم عن جمل طار أشهى اليهم من الحديث عن جمل سار ورؤيا مريّة آثر عندهم من رواية مرويّة فهذه الخطّة كانت سبب حرمان العلم وتهجين اهله وفوت الحظ واستحقاق الخذلان والتوسيع للطاعن في اللين وتسهيل القادحين بالصخب والشغب والشنعة وردّ العيان وجحد البرهان ويأبى العلم ان يضع كنفه أو يخفض جناحه أو يسفر عن وجه إلّا لمتجرّد له بكلّيته ومتوفّر عليه بأينيته [١] معان بالقريحة الثاقبة [٢] والرويّة الصافية مقترنا
_________
[١] . بأمنيته MS.
[٢] . الباقبه MS.
1 / 4
به التأييد والتسديد قد شمّر ذيله واسهر ليله حليف النصب ضجيع التعب يأخذ مأخذه متدرّجا ويتلقّاه متطرّفا لا يظلم العلم بالتعسّف والاقتحام ولا يخبط فيه خبط العشواء في الظلام ومع هجران عادة الشرّ والنزوع عن نزاع الطبع ومجانبة الإلف ونبذ المحاكلة واللجاجة واجالة الراعي عن غموض الحقّ والتأتّي [١] بلطيف المأتى وتوفيقه النظر حقّه من التمييز بين المشتبه والمتّضح والتفريق بين التمويه والتحقيق والوقوف عند مبلغ العقول فعند ذلك إصابة [٢] المراد ومصادفة المرتاد وباللَّه التوفيق والرشاد، ولمّا نظر فلان أطال الله في طاعته بقاه وبلغ من العلوم مناه الى أحوال هذه الطبقة وما قد يقسمهم من الهمم وتوزّعهم من أنواع النحل وتصفّح مذاهبهم اشتاقت [٣] نفسه الى تحصيل الأصحّ من مقالاتهم وتمييز الأصوب من اشاداتهم فأمرنى لا زال أمره عاليا وجدّه صاعدا أن أجمع له كتابا في هذا الباب منحطّا عن درجة العلو خارجا عن حدّ التقصير مهذبا من شوائب التزيّد مصفّى عن سقاط الغسالات [٤]
_________
[١] . التالي MS.
[٢] . أصابه MS.
[٣] . واشتاقت MS.
[٤] . العسالات MS.
1 / 5
وخرافات العجائز وتزاوير القصّاص وموضوعات المتّهمين من المحدّثين رغبة منه في الحبر الّذي طبعه الله عليه وامتعاضا للحق ومناضلة [١] عن الدين واحتياطا له وذبّا عن بيضة الإسلام وردا لكيد مناويه وإرغاما لأنف فاشخيه [٢] وتحرّزا عن أن يصيب الحنق الموتور يلدغ ناره أو يجلد الطاعن مطعنا فتسارعت الى امتثال ما مثّل وارتسام ما رسم وتتبّعت صحاح الأسانيد ومتضمّنات التصانيف وجمعت ما وجدت في ذكر مبتدإ الخلق ومنتهاه ثم ما يتبعه من قصص الأنبياء ﵈ وأخبار الأمم والأجيال وتواريخ الملوك ذوى الاخطار من العرب والعجم وما روى من امر الخلفاء من لدن قيام الساعة الى زماننا هذا وهو سنة ثلاثمائة وخمس وخمسين من هجرة نبيّنا محمد ﷺ وما حكى أنه واقع بعد من الكوائن والفتن والعجائب بين يدي الساعة على نحو ما بيّن وفصّل في الكتب المتقدّمة [Fo ٢ vo] والاخبار المورّخة من الخلق والخلائق وأديان أصناف الأمم ومعاملتهم ورسومهم وذكر العمران من الأرض
_________
[١] . مناصلة MS.
[٢] . فاشحيه -MS.
1 / 6
وكيفية صفات الأقاليم والممالك ثم ما جرى في الإسلام من المغازي والفتوح وغير ذلك ممّا يمرّ بك في تفصيل الفصول وانّما نبهنا على ما أردنا قول الحكماء أوّل العمل آخر التفكر وذاك انّا لما جمعنا جمع ابتداء الخلق ثم لم نجد بدّا من تصحيح الحجاج في إيجاب ابتدائه ولم يصحّ لنا تثبيت [١] ذلك الّا بإثبات مبديه سابقا بخلقه ولا أمكن إثباته الّا بعد بيان طرق التوصّل اليه فابتدأنا بذكر ذرو من حدود النظر والجدل ثم إيجاب إثبات القديم المبدئ المعيد ثمّ ابتداء الخلق ثمّ ما يتلو ذلك فصلا فصلا وبابا بابا حتّى أتينا على آخر ما كان الغرض والمقصود به، ولم يزل أهل الفضل والتحصيل من العلماء والعظماء والملوك في قديم الزمان وحديثه يرغبون في تخليد ذكرهم ويتنافسون في إبقاء رسمهم ويحرصون ان يورثوا من بعدهم ما يؤثر عنهم من منقبة حميدة وحكمة بليغة ترغّبا في اقتناء الفضل واعتقاد الذخائر توخّيا منهم لعموم نفع الخير وتحرّيا لشمول الصلاح والرشد وذلك ثمرة الانسانيّة وغاية ما يؤمّله العقل وتطمح اليه النفس حتّى أن فيهم من
_________
[١] مثبت Ms.
1 / 7
اقتحم الممالك آنفا لذكر شجاعته ومنهم من خرق بمضنون النفائس ومنهم من تكلّف لطائف النوادر بالأثارة [١] والاستنباط ومنهم من رفع منارا أو بنى بناء أو انبط ماء كلّ يجرى على قدر الهمم والإرادات لم يوجد واحد منهم خاليا عن خصلة من الخصال وان عميت الأبناء دونها ل الّذي دعا فلانا ادام الله تمكينه الى الاقتداء بهم والارتياح الى الأخذ بأخذهم والتأسي باسوتهم لما خصّه الله به من كريم الطبع وشرف الهمّة وبعد الغور وبغية الصلاح وحبّ الخير ثم ما يرجوه من حسن الثواب وكريم المآب بما عسى الله ان يبصّر به مستبصرا أو يرشد مسترشدا ويهدى ضالّا ويردّ غاويا وقد وسمت هذا الكتاب بكتاب البدء والتاريخ وهو مشتمل على اثنين وعشرين فصلا يجمع كلّ فصل أبوابا واذكارا من جنس ما يدلّ عليه، الفصل الأوّل في تثبيت النظر وتهذيب الجدل، وهو يجمع القول في معنى العلم والجهل والقول على كمية العلوم ومراتبها وأقسامها والقول في العقل والمعقول والقول في الحسّ والمحسوس
_________
[١] . بالاثاره Ms.
1 / 8
والقول في درجات المعلومات والقول في الحد والدليل والعلّة والمعارضة والقياس والنظر والاجتهاد والقول في الفرق بين الدليل والعلّة والقول في الحدود والقول في الاضداد والقول في حدث الاعراض والقول على أهل العنود [١] ومبطلى النظر والقول في مراتب النظر وحدوده والقول في علامات الانقطاع [FO ٣ RO] الفصل الثاني في إثبات الباري وتوحيد الصانع، وهو يجمع الدلائل البرهانيّة والحجج الاضطراريّة والقول في جواب من يقول ما هو ومن هو وكيف هو والقول بأن الباري واحد وفرد لا غير والقول بإبطال التشبيه، الفصل الثالث في صفات الباري وأسمائه، وهو يجمع القول في الصفات والقول في الأسامي وما يجوز أن يوصف به وما لا يجوز واختلاف الناس فيه، الفصل الرابع في تثبيت الرسالة وإيجاب النبوّة، وهو يجمع اختلاف الناس فيه وإيجابه بحجّة العقل والقول في كيفيّة الوحي والرسالة على ما جاء في الأخبار،
_________
[١] . المعهود Ms.
1 / 9
الفصل الخامس في ذكر ابتداء الخلق، وهو يجمع إيجاب حدث الخلق وإيجاب ابتدائه بالدلائل والحجج وقول القدماء في إيجاب الخلق وابتدائه وذكر حكايات أهل الإسلام عنهم وذكر مقالات الثنوية والحرّانية والمجوس وذكر مقالات أهل الكتاب فيه وذكر قول أهل الإسلام في المبادي وذكر ترجيح أصوب المذاهب وذكر ما خلق في العالم العلوي من الروحانيّات وأول ما خلق في العالم السفلي من الجسمانيّات وسؤال السائل ممّ خلق الخلق وفيم خلق وكيف خلق ومتى خلق ولم خلق، الفصل السادس في ذكر اللوح والقلم والعرش والكرسيّ وحملة العرش والملائكة وصفاتها واختلاف الناس فيها والقول في الملائكة أمكلّفون هم أم مجبورون وانهم أفضل من صالح وذكر ما جاء في الحجب وما جاء في سدرة المنتهى وذكر الجنّة والنار وذكر صفة النار وذكر اختلاف الناس في الجنة والنار وذكر صفة أهل النار وذكر اختلاف الناس في بقاء الجنّة [والنار] وفنائهما وذكر اختلاف الناس في هذا الفصل وذكر الصراط والميزان والحوض والصور
1 / 10
[fo ٣ vo] والأعراف وغيرها، الفصل السابع في خلق السماء والأرض، وهو يجمع صفة السموات وصفة الفلك وصفة ما فوق الفلك وصفة ما في الأفلاك والسموات كما جاء في الخبر وصفة الكواكب والنجوم وصفة صورة الشمس والقمر والنجوم وما بينهما واختلاف الناس في أجرامها وأشكالها وذكر طلوع الشمس والقمر وغروبهما وكسوفهما وانقضاض الكواكب وغير ذلك ممّا يعرض في السماء وذكر الرياح والسحاب والأنداء والرعد والبرق وغير ذلك ممّا يحدث في الجوّ وذكر مقالة الشمس والقمر والكواكب والشهبان وقوس قزح والزوبعة والزلازل وذكر الليل والنهار وذكر الأرض وما فيها واختلافهم في البحار والمياه والأنهار والمدّ والجزر والجبال واختلافهم فيما تحت الأرض وذكر قوله تعالى الله الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما في سِتَّةِ أَيَّامٍ ٣٢: ٤ [١] وذكر ما حكى في المدّة قبل خلق الخلق وذكر مدّة الدنيا [قبل آدم عليه] السلام وذكر خلق الجنّ والشياطين وذكر ما وصفوا من عدد العوالم،
_________
Qor.،passim [١]
1 / 11
الفصل الثامن في ظهور آدم وانتشار ولده، وهو يجمع اختلاف الفلاسفة في تأليف الحيوانات واختلاف المنجّمين وسائر الناس في ذلك وذكر خلق آدم وذكر اختلاف أين خلق آدم وذكر قولهم كيف نفخ الروح في آدم وذكر سجود الملائكة لآدم وذكر قوله ﷿ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ ٢: ٣١ [١] وذكر دخول آدم الجنّة وخروجه منها وذكر أخذ الذرّية من ظهر آدم وذكر اختلاف الناس في آدم وقصّته وذكر صورة آدم وخبر وفاته وذكر الروح والنفس والحياة واختلاف الناس فيها وفي الحواسّ من القدماء وأهل الكتاب وما جاء في القرآن من ذكرها وفي الاخبار ومناظرات الناس فيها، الفصل التاسع في ذكر الفتن والكوائن الى قيام الساعة وما ذكر من امر الآخرة، وهو يجمع القول بوجوب فناء العالم وانتهائه وذكر قول من قال من القدماء بفناء العالم وذكر قول أهل الكتاب في هذا الباب وذكر ما جاء في مدة الدنيا وكم مضى منها وكم بقي منها وذكر التأريخ من لدن آدم إلى يومنا هذا على ما وجدناه في كتب أهل الأخبار وذكر ما بقي
_________
QOR.،Sour.II،v.٢٩. [١]
1 / 12
من العالم وكم مدّة [أمّة] محمّد ﷺ [في] ما رواه أهل الأخبار وذكر ما جاء في أشراط الساعة وعلاماتها وذكر الفتن [fo ٤ ro] والكوائن الى آخر الزمان وخروج الترك والهدّة في رمضان والهاشمي الّذي يخرج من خراسان مع الرايات السود وخروج السفيانىّ وخروج القحطانى وخروج المهدي وفتح قسطنطينيّة وخروج الدجّال ونزول عيسى بن مريم عليه السلم وطلوع الشمس من مغربها وخروج دابّة الأرض وذكر الدخان وخروج يأجوج ومأجوج وخروج الحبشة وذكر فقدان الكعبة وذكر الريح التي تقبض أرواح أهل الإيمان وذكر ارتفاع القرآن وذكر النار التي تخرج من قعر عدن تسوق الناس الى المحشر وذكر نفخات الصور الثلاث وذكر صفة الصور واختلاف أهل الكتاب في صفة ملك الموت وذكر ما بين النفختين وذكر اختلافهم في قوله تعالى إِلَّا ما شاءَ الله ٦: ١٢٨ [١] وذكر المطرة التي تنبت أجساد الموتى وذكر الحشر وذكر اختلاف الناس في كيفيّة الحشر وذكر الموقف وذكر تبديل الأرض وذكر طىّ السماء وذكر يوم
_________
QOR.،Sour.VI،v.١٢٨. [١]
1 / 13
القيامة وذكر ما قيل ممّا هو كائن بعد ذلك وذكر ما حكى عن القدماء في خراب العالم وذكر ما يجب على المرء اعتقاده في هذا الباب الفصل العاشر في ذكر الأنبياء والرسل عليهم السلم ومدة أعمارهم وقصص أممهم وأخبارهم على نهاية الإيجاز والاختصار، الفصل الحادي عشر في ذكر ملوك العجم وما كان من مشهور أيّامهم الى مبعث نبيّنا محمّد ﷺ، الفصل الثاني عشر في ذكر أديان أهل الأرض ونحلهم ومذاهبهم وآرائهم من أهل الكتاب وغيرهم وهو يجمع ذكر [١] المعطّلة وذكر أصناف الهند وشرائعهم ومللهم وأهوائهم وذكر أهل الصين وذكر ما حكى من شرائع الترك وذكر شرائع الحرانيّين وذكر أديان الثنويّة وذكر عبدة الأوثان وذكر مذاهب المجوس وذكر مذاهب الخرميّة وذكر شرائع أهل الجاهليّة وذكر شرائع اليهود والنصارى، الفصل الثالث عشر في ذكر أقسام الأرض ومبلغ أقاليمها، وهو يجمع ذكر الأقاليم السبعة وذكر المعروف من البحار
_________
[١] (؟) البير Lems.intercaleici
1 / 14
والأودية والأنهار وذكر الممالك المعروفة من الهند وتبت ويأجوج ومأجوج والترك والروم وبربر والحبشة [fo ٤ vo] وذكر بلاد الإسلام من الحجاز والشام واليمن والمغرب والعراق والجزيرة والسواد وآذربيجان وارمينية والأهواز وفارس وكرمان وسجستان ومكران والجبل وخراسان وما وراء النهر وذكر المساجد والبقاع الفاضلة مثل مكّة والعراق وذكر الثغور والرباطات وذكر ما حكى من عجائب الأرض وعجائب أصناف الناس وذكر ما بلغنا من المدن والقرى ومن بناها وأنشاها وذكر ما جاء في خراب البلدان، الفصل الرابع عشر في أنساب العرب وأيّامها المشهورة، الفصل الخامس عشر في مولد النبيّ ومنشاه ومبعثه الى هجرته ﷺ، الفصل السادس عشر في ذكر مقدم رسول الله ﷺ إلى المدينة وعدد سراياه وغزواته الى يوم وفاته، الفصل السابع عشر في صفة خلق رسول الله ﷺ وخلقه وسيرته وخصائصه وشرائعه ومدة عمره وذكر أزواجه وأولاده وقراباته وخبر وفاته وذكر معجزاته،
1 / 15
الفصل الثامن عشر في ذكر أفاضل الصحابة وأولى الأمر منهم، من المهاجرين والأنصار وذكر حلاهم ومدة أعمارهم وابتداء إسلامهم وذكر أولادهم ومن أعقب منهم ومن لم بعقب، الفصل التاسع عشر في اختلاف مقالات أهل الإسلام، وهو يجمع ذكر فرق الشيعة وفرق الخوارج وفرق المشبّهة وفرق المعتزلة وفرق المرجيّة وفرق الصوفيّة وفرق أصحاب الحديث ﵃، الفصل العشرون في مدة خلافة الصحابة وما جرى فيها من الفتوح والحوادث الى زمن بنى أميّة وهو يجمع خلافة ابى بكر ﵁ وما كان في أيّامه من الردّة والتنبّي والفتوح وخلافة عمر ﵁ وما كان في أيّامه من الفتوح وخلافة عثمان وما كان في أيّامه من الفتوح والفتن وخلافة علي بن أبي طالب ﵁ وما كان في أيّامه من الفتن وذكر الجمل وصفّين والنهروان [٥] وخروج الخوارج عليه وذكر الحكمين وخلافة الحسن بن على ﵄ إلى أن غلب معاوية على الأمر، الفصل الحادي والعشرون في ذكر ولاية بنى أميّة على الإيجاز والاختصار وما كان منها من الفتن من فتن ابن الزبير
1 / 16
والمختار بن ابى عبيد وهو يجمع قصّة زياد وموت المغيرة وعمرو ابن العاص ووفاة الحسن بن على ﵄ وأخذ معاوية البيعة ليزيد وولاية يزيد بن معاوية عليهما اللعنة ومقتل الحسين ابن على ﵄ وقصّة عبد الله بن الزبير وذكر وقعة الحرّة وموت يزيد بن معاوية وولاية معاوية بن يزيد وذكر فتنة ابن الزبير الى ان قتله الحجّاج في ولاية عبد الملك ابن مروان الى آخر أيّامهم، الفصل الثاني والعشرون في عدد خلفاء بنى العبّاس من سنة اثنتين وثلاثين ومائة الى سنة خمسين وثلاثمائة، فالناظر في هذا الكتاب كالمشرف المطّلع على العالم مشاهدا حركاته وعجيب أفعاله والسابق له قبل تركيبه وحدوثه الباقي بعد انجلائه ودثوره وفيه لطرق العلم توطئة ولأهل الدين قوّة وللمبتدي رياضة وللمستأنس به سلوة وللمتفكّر فيه تبصرة وعبرة وهو الى مكارم الأخلاق داع وعن الدناءة ناه والله نسأل أن ينفعنا ومن نظر فيه بما ضمّن وأودع وان ينبّهنا عن سنة الغفلة ويوفّقنا توفيقا بحسن الإصابة إنّه سميع قريب [١]
_________
Qor.،s.XI،v.٦٤. [١]
1 / 17
الفصل الأوّل في تثبيت النظر وتهذيب الجدل
أقول وباللَّه التوفيق وَمَن عندَهُ العصمة والتسديد إن معرفة هذا الفصل من أعوان الأسباب على درك الحقّ والتمييز بينه وبين ما يضادّه لا غناء بأحدٍ عن مطالعته والإشراف عليه ليعرف الصدق من نفسه ومن غيره إذْ قد يعترض من الفكر والتخايل والأوهام الفاسدة والخطرات الردئة ما يلتبس معها الحقّ ويتغلّب عندها الظنّ والشكّ وليس ما يميّز بينها ويدلّ على صّحة الصحيح وبُطلان الباطل منها إلاَّ النظر وبه يعترف السؤال الساقط من السؤال اللازم والجواب الجائز من الجواب العادل فلنذكر الآن منه لمعًا لهام ما نحن قاصدوه يكون عُدّة للناظر وقوّة للمناظر ثّم من بعد يستقصيه إن [شاء] الله في
1 / 18
كتاب استسناه على هذا النوع وسمّيناه كتاب العلم والتعليم ومن عند الله العصمة والتوفيق،،، أقول أنّ العلمَ اعتقادُ الشيء على ما هو به إن كان محسوسًا فبالحسّ وإن كان معقولًا فبالعقل والحسّ والعقل أصل ما تردّ إليه العلوم كلّها فما قضَيَا بإثباته ثبت وما قضيا بنَفْيه انتفى هذا إذا كانا سليمّيْن من الآفات برئَيْنِ من العاهات وعوارض النقص غسيلين من عشق عادة الألف والنشو [٥] لا يكاد يقع حينئذ في محسوسه ومعقوله اختلاف إلا من مخالف أو من معاند لأنهما على ضرورة لا يعترض للحاسّ شكٌّ في هيئّة المحسوس وصورته ولا يقدر المضطّر ببديهة عقله أن لا يعلم ما يعلمه ويتيقنه ولا يُصدّق مّنْ يدّعي خلافه ولو كان مضطّر إلى دعواه كما اضطّر في حواسّه لما ظهر من أحد خلاٌف ولا احتيج إلى كسر قوله والكشف عن عُوار كلامه ألا ترى أنّه يستحيل ان تجد الحاسّة النار باردّة والثلج حارًّا في الظاهر كما يستحيل إن يكون المعلوم متحرّكًا ويعلم ساكنًا أو يكون في نفسه أبيض ويقع العلم بأنّه أسود ولو جاز هذا لبطلت العلوم كلّها رأسًا وفسدت الاعتقادات فساغ لكل قائل ما أراد من
1 / 19
ادّعاء السمع البصر والبصر السمع والحيّ ميتًا والميّت حيًا وهذا محال لأن العلم إذا كان إدراك الشيء على ما هو به من حدٍ وحقّه ثم لم يُدرك ذاته كما هو لم يكن معلومًا وكذلك الحسّ إذا لم يدرك طبعه طبع ما يقع تحته لم يكن محسوسًا وهذا لا خلاف فيه بين المتميّزين العاقلين قاطبةً إلاّ رجلّيْن اثنَيْن أحدهما العامي الذي لا نظر له لإغفاله آخذًا له استعماله ومتى لاح له الحقّ اتبعه وانقطع خلافه لأن قوله ذاك عن حَدْس وظنّ وسماع وتقليد فإذا قرع سمعه ما يشهد بتصديقه قلبه مال إليه وقبله والثاني الجاحد المعاند الذي يسمّيه القدماءُ السوفسطاني وسنذكر فساد مذهبهم في موضعه إن شاء الله تعالى، وضدّ العلم الجهل ومعناه اعتقاد الشيء على خلاف ما هو به وليس كلّ من لا يعلم جاهلًا بالإطلاق ولكنّ الجاهل في الحقيقة التارك طلب حدّ الشيء وحقّه المعتقد له على غير ما هو به ولولا ذاك لما استحق اللائمة والمذمّة على جهله،،،
القول في كمية العلوم ومراتبها،
أقول أنّ اسم العلم قد يطلق في الجملة على الفهم والوهم والذهن والفطنة واليقين والخطرة
1 / 20