فقال فؤاد في دهشة: وهل سافر؟
فأجابت علية في حنق: هو ينتظر حتى يتم إعداد عدته للسفر مع بعض أصدقائه، إن هذه الجراح تزيدني ألما إذا تعرضت للأنظار.
وتوقفت قليلا ثم أضافت: إلا إذا كشفها الجريح إلى صديق.
فقال في دفعة: سأرسل إليه برقية ليأتي إلينا هنا.
فأجابت في شبه يأس: أتحسبه في مثل هذه السهولة؟
فقال في ثقة هادئة: لن تضر محاولتي وستكون البرقية باسمي أنا.
وكان يدرك بإلهامه أنه إذا بعث تلك البرقية إلى «صدقي» فإنه سوف يبادر في أول طائرة إلى لبنان.
كان يدرك في أعماقه أن ذلك الشاب على ما فيه من غرور بنفسه لا يستطيع أن يغفل عنه وهو مع علية في لبنان.
وهزت علية رأسها في شك وقالت في شيء من المرارة: لست أظن أنه يعبأ بشيء سوى ما ينتظره في باريس.
فتبسم فؤاد قائلا: هي محاولة.
Página desconocida