في سلك أوليائكم؛ متشرفين بخدمة عليائكم؛ ولا فقد عزة ولا عدمها، من قصد مثابتكم العزيزة وخدمها؛ وإنَّ المترامي على سنائكم، لجدير بحرمتكم واعتنائكم؛ وكل ملهوف تبوأ من كنفكم حصنا حصينا، عاش بقية عمره محروسا من الضيم مصونا؛ وقد قيل في بعض الكلام: من قعدت به نكاية الأيام، أقامته إغاثة الكرام؛ ومولانا أيده الله تعالى ولي ما يزفه إلينا من مكرمة بكر، ويصنعه لنا من صنيع حافل يخلد في صحائف حسن الذكر، ويروى معنعن حديث حمده وشكره طرس عن قلم عن بنان عن لسان عن فكر؛ وغيره من نيام عن ذلك فيوقظ، ويسترسل مع الغفلة حتى يذكر ويوعظ؛ وما عهد منذ وجد إلا سريعا إلى داعي الندى والتكرم، بريئًا من الضجر بالمطالبة والتبرم؛ حافظ للجار الذي أوصى النبي) بحفظه، مستغفرا وسعه في رعيه المستمر ولحظه، آخذًا من حسن الثناء في جميع الأوقات والآناء بحظه:
فهو من دوحة السنا فرع عز ... ليس يحتاج مجتنيه لهز
كفه في الإمحال أغزر وبل ... وذراه في الخوف أمنع حرز
حلمه يسفر أسمه لك عنه ... فتفهم يا مدعي الفهم لغزى
لا تسله شيئًا ولا تستنله ... نظرة منه فيك تغنى وتجزى
فنداه هو الفرات الذي قد ... عام فيه الأنام عوم الإوز
وحماه هو المنيع الذي تر ... جع عنه الخطوب مرجع عجز