Mis Documentos … Mi Vida (Primera Parte)
أوراقي … حياتي (الجزء الأول)
Géneros
يكفي أن تنعق بومة واحدة حتى يتشاءم الناس وأولهم العرسان، أصبحت لي سمعة بين عائلة أمي وأبي، قادرة على تطفيش أي عريس، كيف؟ يتباحثون في هذا السر، تعددت الآراء والنظريات، البشرة السمراء، علامة الفقر، القامة الطويلة، العضلات القوية غير المطلوبة في البنات، الفم الواسع، الأسنان الأمامية البارزة في الضب. «الضب»، ورثته عن أمي وخالاتي من عائلة شكري بيه، عمتي رقية أكدت أنه السبب الوحيد وراء هروب العرسان، اختلفت معها ستي الحاجة، «عين الحسود» أصابت ابنها السيد بيه، سوف تبور ابنته الكبرى، من ورائها تبور بناته الأخريات، سوف تفقأ عين الحسود بعمل يندرج تحت «السحر».
كانت لي سمعة أخرى في المدرسة، بنت شديدة الذكاء، «الذكاء» لم يكن من الصفات الحميدة للبنات، شهادة أخي طلعت تأتي من حولها دائرة حمراء علامة السقوط، يعيش بيتنا في صمت مثل المأتم، يخرج أبي صامتا ويدخل صامتا، إن تكلم فهو يؤنب أخي: أختك البنت تنجح وانت تسقط؟! ابن التاجر بياع الكراريس ينجح وابن مفتش التعليم يسقط؟! بقه ده معقول؟!
الحزن على رسوب أخي في المدرسة يغطي على الفرح بنجاحي، في الليل أبي يهمس لأمي: يا ريتها كانت الولد وهو البنت، لازم علينا غضب من ربنا يا زينب!
ذكائي ليس إلا غضب الله على أبي وأمي، نوع من الإثم يستوجب الإخفاء مثل حذائي القديم، مثل الثقب في السجادة العجمية.
لم يكن في منوف مدرسة ثانوية للبنات، اقترح أبي على أمي أن أبقى في البيت أساعدها، أخفف عنها عبء رعاية العدد المتزايد من الأطفال، أمي رفضت هذا الاقتراح، تفوقي في المدرسة شجعها على مواصلة تعلمي، أو إدراكها أنني لن أخضع كما تخضع البنات، أنني لن أنجح في الزواج.
كانت أمي مختلفة عن إخوتها لحسن حظي، في أعماقها بذرة تمرد، ذكاؤها حين كانت تلميذة متفوقة في المدرسة، الحلم منذ طفولتها أن تعيش حياة غير أمها، السلطة المطلقة لأبيها في البيت جعلتها تنفر من السلطة على أطفالها.
لم يكن أبي مثل جدي شكري؛ لم يشرب الخمر، لم يسهر خارج البيت، لم يعرف نساء غير أمي، القانون وشرع الله يعطي أبي الحق المطلق في الطلاق والزواج بأربع نساء، لم يستخدم أبي هذا الحق. كان زوجا مخلصا لأمي، ساعدها في أعباء البيت، يتحمل وحده مسئولية الإنفاق، كان أبا نموذجيا لا يضرب أطفاله مثل الآباء الآخرين، يلعب معهم، يعطيهم مساحة للنقاش والجدل في أمور الدين.
لم يحدث أن رأيت أبي وأمي يتشاجران، مرة واحدة رأت أمي في منامها أبي مع امرأة أخرى، استيقظت أمي في الصباح حمراء العينين، غاضبة على أبي، سمعت صوت أبي عاليا لأول مرة في حياتي: يعني أنا مسئول كمان عن أحلامك يا زينب!
صوت أبي لم يرتفع عن صوت أمي ... بينهما نوع من الاحترام، كلاهما يدرك قوة الآخر، أبي العائل الوحيد للأسرة، لم يكن لأمي قوة إلا شخصيتها، رفضها الإهانة، استعدادها لحزم حقيبتها والعودة إلى بيت أبيها شكري بيه.
كانت الطبقة تلعب دورها في إحداث توازن القوى في بيتنا، أمي تدرك أنها تنتمي إلى طبقة أعلى من طبقة أبي، لم تكن تصرح بذلك، سلوكها كان يوحي أنها انحدرت من سلالة الأميرات.
Página desconocida