قال توم: «متى سترحل؟»
فقال ستيفن، وهو يحسب: «اليوم الإثنين، إذن، فسأرحل يوم الجمعة أو السبت.»
فقال توم: «يوم الجمعة أو السبت .. إنك تعرف الشاب الذي في المصرف، ذلك الذي جاءك بالرسالة اليوم؟»
قال: «نعم أعرفه.»
فقال توم: «حسنا جدا؛ عندما تترك المصنع مساء، في كل ليلة حتى ترحل، اذهب إلى المصرف، وانتظر خارجه لمدة ساعة أو نحوها، قد ترى ذلك الشخص في النافذة، ولكنه لن يخرج ليتحدث إليك إلا إذا وجدت أن بوسعي مساعدتك، فإن أمكنني مساعدتك، خرج إليك ذلك الشاب، أو ترك لك مذكرة أو رسالة. هل أنت متأكد من أنك فهمت؟»
فقال ستيفن: «نعم فهمت يا سيدي.» ثم رجعا إلى الحجرة، إلى الآخرين.
بعد انصراف توم ولويزا، صحب ستيفن وراشيل مسز بجلر إلى مسكنها، وقد أعجبت هذه الأخيرة بمسز باوندرباي غاية الإعجاب، وبكت لكونها فتاة جميلة.
سار ستيفن وراشيل نحو ناصية الشارع الذي تقيم فيه راشيل، وعند اقترابهما منه، نزل عليهما سكوت تام ثم توقفا وهما لا يزالان صامتين، كما لو كان كل منهما خائفا أن يتكلم.
وأخيرا قال ستيفن: «يا راشيل، سأحاول أن أراك مرة أخرى قبل رحيلي، ولكن إذا ...»
قالت: «لن تراني، أنا أعرف ذلك. من الخير أن يكون كل واحد منا صريحا مع الآخر. اكتب إلي وأخبرني بكل ما يحدث يا ستيفن.» - «نعم، سأكتب إليك يا راشيل، وليكن الله معك، وليباركك ويجازك ويثبك!» - «عسى أن يبارك الرب جميع تجوالاتك يا ستيفن، وليمنحك السلم والراحة أخيرا ، وليباركك الله، ومساء الخير!»
Página desconocida