أخذ ستيفن يسير نحو بيته، وبعد فترة وقع بصره على شخص مألوف له، يسير في نفس الشارع، فزاد من سرعته، ثم نادى، يقول: «راشيل».
استدارت تلك المرأة، فرأى وجهها في ضوء المصباح الساطع بذلك الشارع. كان ذلك الوجه هادئا ذا عينين لطيفتين، وشعر أسود، وتبلغ صاحبته من العمر حوالي خمسا وثلاثين سنة.
فقال ستيفن: «جئت مبكرة، في هذه الليلة، يا راشيل.»
قالت: «لا أعرف أبدا متى أترك العمل. ومن الخير لنا ألا نرى معا. نحن صديقان قديمان، ولكن ذلك من الأفضل.»
قال: «ولكنه يشق علي يا راشيل.»
قالت: «حاول ألا تفكر هذا التفكير.»
قال: «حاولت، ولكن لم أفلح ... أنت على حق؛ فقد يتقول الناس عنا. كلمتك قانون بالنسبة لي.»
سار ستيفن وراشيل معا، مسافة ما، ولما اقتربا من بيتيهما، توقفت راشيل عند ناصية شارعها، ووضعت يدها في يده، وتمنت له ليلة سعيدة.
قال: «عمي مساء يا عزيزتي راشيل، عمي مساء.»
مشى ستيفن في طريقه إلى بيته، وكان في شارع ضيق فوق حانوت صغير، فصعد السلم إلى حجرته، وكانت مظلمة، ولكنه حمل شمعة ليضعها فوق نضد، وبينما هو يفعل ذلك كاد يقع فوق شيء على الأرض.
Página desconocida