Los hijos de nuestra calle

Najib Mahfuz d. 1427 AH
90

Los hijos de nuestra calle

أولاد حارتنا

Géneros

ولم تفلح زفرات الخريف الرطيبة في تلطيف هذا الجو المشحون بالنوايا الدموية فهتف زقلط: الجريمة تنادينا بصوت سوف تسمعه الحواري المجاورة وما الكلام إلا مضيعة للوقت.

لكن جبل قال بإصرار: رجال حمدان في بيوتهم مسجونون!

فضحك زقلط بصوته دون وجهه وقال ساخرا: فزورة حلوة!

ثم وهو يستريح في مجلسه ويتحداه بنظرة نافذة: لا يهمك إلا تبرئة أهلك!

ومع أن جبل بذل جهدا صادقا لشكم غضبه إلا أن صوته احتد وهو يقول: يهمني الحق. إنكم تعتدون لأوهى الأسباب، وأحيانا بلا سبب، وما همك الآن إلا الحصول على إذن لإحداث مذبحة في قوم مسالمين.

وتبدى الحقد في عيني زقلط وهو يقول: أهلك مجرمون، قتلوا قدرة وهو يدافع عن الوقف!

فالتفت جبل نحو الأفندي وقال: يا سيدي الناظر لا تسمح لهذا الرجل بإشباع شراهته الدموية.

فقال الأفندي: إذا ضاعت هيبتنا ضاعت حياتنا!

وتساءلت هدى، وهي تنظر نحو جبل: أتريد أن ندفن أحياء في حارتنا؟

فقال زقلط بحنق: إنك تنسى فضل أصحاب الفضل عليك وتذكر المجرمين.

Página desconocida