فقال إدريس وهو يهم بالذهاب: إنك أب ظالم مثل أبيك، مسكين قدري، لماذا يعاقب دون ذنب؟
لكن اللعنة تنزل أول ما تنزل في أسرتنا بالممتازين، ألا لعنة الله على هذه الأسرة المجنونة!
ومضى فابتلعته الظلمة. وعند ذاك هتف قدري: إنك تظلمني يا أبي. - لا تعد أقواله، تعال يا قدري، واذهب يا همام.
فقال همام بحرج: وددت لو كان معي أخي! - سيلحق بك.
فصاح قدري بحنق: أي ظلم هذا؟! لماذا آثره علي؟ إنه لم يعرفه كما لم يعرفني، فلماذا يختصه بالدعوة؟
فدفع أدهم همام قائلا: اذهب!
فسار همام، وهمست أميمة: تحفظك العناية!
واحتضنت قدري باكية، ولكنه تخلص من ذراعيها ومضى في أثر أخيه فصاح به أدهم: عد يا قدري ولا تقامر بمستقبلك.
فقال قدري بغضب: لن ترجعني قوة على الأرض.
وعلا صوت أميمة بالبكاء، وبكى الصغار في الداخل. وأوسع قدري خطاه حتى لحق بأخيه، وعلى كثب منه في الظلام رأى شبح إدريس يسير ممسكا بيد هند. ولما بلغوا باب البيت دفع إدريس قدري إلى يسار همام وهند إلى يمينه وتراجع خطوات وهو يصيح: افتح يا عم كريم، جاء الأحفاد للقاء جدهم.
Página desconocida