فأجاب في ارتباك: كلا، دعني أر أمي.
واقتربت ياسمينة منهما وسألت الشاب في ارتياب: ولكن أين كنت؟
فلم ينظر نحوها. وتجمع حوله الغلمان، فسار به أبوه إلى البيت. وسرعان ما تبعهما عم جواد وأم بخاطرها. ولما رأته أمه وثبت من الفراش وضمته إلى صدرها، وهي تقول بصوت ضعيف: سامحك الله .. كيف هانت عليك أمك؟
فتناول راحتها بين يديه وأجلسها على الفراش وجلس إلى جانبها وهو يقول: إني آسف!
فرفع أبوه وجها متجهما نقيض الارتياح الساري في أعماقه كالغمامة السوداء المظلة لوجه القمر وقال بعتاب: ليس الأمر إلا أننا قصدنا إسعادك!
فتساءلت عبدة بعينين مغرورقتين: توهمت أننا نجبرك على الزواج؟!
فقال بحزن: إني متعب.
فسأله أكثر من صوت: أين كنت؟
فتنهد قائلا: ضقت بحياتي فذهبت إلى الخلاء، شعرت برغبة في الوحدة والخلاء. ولم أكن أتركه إلا لشراء الطعام.
فضرب الأب جبهته بيده وصاح: ما هكذا يفعل العقلاء!
Página desconocida