Ilusiones de la Mente
أوهام العقل: قراءة في «الأورجانون الجديد» لفرانسيس بيكون
Géneros
لم ير أحد أسباب أخطاء الإنسان أكثر من بيكون.
كوندياك
نشر بيكون كتابه الأشهر «الأورجانون الجديد» عام 1620م، وهو الجزء الثاني فحسب من كتاب أكبر هو «الإحياء العظيم»
Instauratio magna ،
1
الذي وضع خطته في ستة أجزاء، ولم يتم منه إلا هذا الجزء، وكان قد كتب من قبل كتاب «النهوض بالعلم» فجعله الجزء الأول من «الإحياء العظيم» بشكل مؤقت، وكلمة «أورجانون» تعني الأداة أو الآلة (أي آلة الفكر)، وهو الاسم الذي وضعه المدرسيون في العصور الوسطى على مجموع مؤلفات أرسطو المنطقية
2
التي كانت أداة كل بحث في ذلك الحين، وقد اختار بيكون هذا الاسم لكتابه تعبيرا عن معارضته لمنهج أرسطو ومنطقه، وبقصد أن ينحيه ويحل محله.
يتضمن «الأورجانون الجديد» جانبين أو قسمين: قسما سلبيا يتناول مواطن الخطأ والزلل في ذهن الإنسان حتى يبذل وسعه لتجنبها، وقسما إيجابيا يتناول قواعد التجريب ويستغرق الكتاب الثاني برمته، وإذا كان الجانب الإيجابي من فلسفة بيكون قد تكشف قصوره وتجاوزه الزمن، فإن الجانب الإيجابي يظل حيا راهنا يلقي أضواء كاشفة على أخطاء رئيسة تحدق بالعقل البشري في كل زمن، ولا يزال البشر يقعون فيها إلى يومنا هذا، الأمر الذي يجعل الكتاب الأول من «الأورجانون الجديد» كتابا خالدا لا ينفد عطاؤه على مر العصور.
ثمة أربعة أنواع من الأوهام تحدق بالعقل البشري، وتظل تلاحقه في عملية تجديد العلوم نفسها، وتضع أمامه العوائق ما لم يأخذ البشر حذرهم ويحصنوا أنفسهم منها قدر ما يستطيعون، «فدراسة الأوهام هي بالنسبة إلى تفسير الطبيعة مثل الدحوضات السوفسطائية بالنسبة للمنطق العادي.»
Página desconocida