Primeros del Otoño: La Historia de una Dama Elegante
أوائل الخريف: قصة سيدة راقية
Géneros
رد قائلا: «هذا قد يجعل كلينا أسعد بكثير.» «ربما تكون محقا ... وربما لا. الأمر ليس بتلك البساطة. علاوة على ذلك، السعادة لا تأتي في المرتبة الأولى عند أفراد عائلة بينتلاند.»
قال: «أجل ... لكن ...» ثم أتى بإشارة من يده بقوة وبشكل مفاجئ كما لو أنه ينحي كل الاعتراضات جانبا. «أنت رجل غريب الأطوار ... سأرى ما يمكن فعله.»
شكرها وخرج خجلا دون أن ينبس ببنت شفة، ليمشي عبر الحقول، مطأطئ رأسه الأسود الشعر في تفكير، صوب مداخنه الجديدة المتألقة. وفي عقبيه هرول كلبه، الذي كان قد استلقى منتظرا إياه أمام الباب. كان ثمة شيء ما بشأن هذا الرجل القوي البنية، وهو يعبر المرج القديم عبر الشفق الأزرق، شيء أوحى بلمحة من الوحدة والحزن. بدا وكأن ما اتصف به من ثقة بالنفس وطمأنينة قد تلاشى بطريقة غامضة. كاد الأمر يبدو وكأن رجلا قد دخل المنزل منذ فترة وجيزة ورجلا آخر، مختلفا تماما، غادره للتو. رأت سابين أن شيئا واحدا هو الذي يمكن أن يكون قد أحدث هذا الفارق، ألا وهو اسم أوليفيا. •••
عندما اختفى عن الأنظار، صعدت سابين إلى غرفتها المطلة على البحر واستلقت هناك لفترة طويلة تفكر. كانت بطبيعتها امرأة كسولة، خاصة في الأوقات التي يعمل فيها عقلها بمنتهى النشاط. وكان عقلها يعمل هكذا الآن، بنشاط محموم، مشوشا ولكن صافيا جدا في الوقت ذاته؛ وذلك لأن زيارتي العمة كاسي وأوهارا قد أثارتا شغفها الشديد لخوض تجربة مختلفة. كان لديها إحساس بأنها على شفا كارثة ما، كارثة بدأت منذ فترة طويلة وتشابكت جذورها ودوافعها، وأصبحت الآن على وشك الانفجار بفعل قوة متراكمة لسنوات.
الآن فقط بدأت تفهم قليلا ما الذي أعادها إلى مكان يحمل ذكريات حزينة جدا كتلك التي تحوم حول ريف دورهام بأكمله. رأت أنه لا بد وأنها كانت طوال الوقت رغبة في التبرير، وتعطشا لتثبت لهم أنها، على الرغم من كل شيء، من الشعر الأصهب الناعم والوجه الخالي من مظاهر الجمال، والأفكار السخيفة التي كانوا قد ملئوا بها رأسها، وحتى على الرغم من حزنها على زوجها، كانت قد تمكنت من عيش حياة ناجحة ورائعة. أرادت أن تثبت لهم أنها تقف الآن بمفردها وبمنتهى القوة، وأنه لم يعد لهم سلطة عليها ليكبحوا جماحها أو يؤذوها. وللحظة حسبت أن الدافع الخفي كان أقوى من ذلك بكثير، وربما كان أقرب إلى رغبة في الانتقام؛ ذلك لأنها كانت مقتنعة بأن عالم دورهام هذا هو المسئول عن تدمير سعادتها. أدركت الآن، بصفتها امرأة محنكة تبلغ من العمر ستة وأربعين عاما، أنها لو كانت نشأت وهي تعرف الحياة على حقيقتها، ربما ما كانت ستخسر الرجل الوحيد الذي أحيا عاطفة حقيقية في طبيعة صلبة وجافة للغاية كطبيعتها.
كان كل شيء مشوشا وملتبسا وغامضا، لكن زيارة العمة كاسي المليئة بالتلميحات والمحاولات الخفية لإخضاعها، قد جعلت كل شيء واضحا بدرجة كبيرة.
أغمضت عينيها الخضراوين، وأخذت تتخيل وقوع سلسلة كاملة من الكوارث التي يمكنها التسبب فيها. بدأت ترى كيف أنه قد يكون حتى من الممكن تقويض عالم عائلة بينتلاند بأكمله فوق رءوسهم في انهيار لن ينتج عنه سوى الحرية والسعادة لأوليفيا وابنتها. ولم تكن تربطها أي مشاعر مودة إلا بهاتين الاثنتين؛ أما الآخرون، فليهلكوا، وليذهبوا للجحيم، وستقف هي تراقبهم دون أن تحرك ساكنا.
بدأت ترى المواضع المناسبة لقطع الأحجية، الأوتاد التي قد تفتح عنوة الأبواب الموصدة للعالم المعهود غير المتغير الذي أحاط بها مرة أخرى.
وبينما هي مستلقية هناك في حالة بين النوم واليقظة، رأت كل تفاصيل عملية تجميع هذه القطع والتوفيق بينها، وشعرت بإحساس مسكر فجائي بالقوة، بامتلاك كل الأدوات في يدها، بكونها القوة الخارقة التي تحرك الكارثة.
بدأت أيضا ترى كيف أن القوة والسلطة اللتين كانتا تدعمان هذه الأسرة كانتا تقتربان ببطء من النهاية، وتتجهان نحو ضعف شديد عديم النفع. ستكون هناك دوما أموال تدعم عالمهم، وذلك لأن العائلة لم تتخل أبدا عن عادة الادخار المتوارثة من جدهم صاحب الحانوت؛ لكن في النهاية حتى المال لن ينقذهم. سيأتي وقت تكون فيه الثروة العظيمة مجرد قشرة هشة بلا فساد كامن بداخلها.
Página desconocida