Primeros del Otoño: La Historia de una Dama Elegante
أوائل الخريف: قصة سيدة راقية
Géneros
وبينما كان أوهارا يجلس في كرسيه منحنيا إلى الأمام قليلا، سأل: «إنها تشبه والدتها، أليس كذلك؟» كان معتادا على الجلوس هكذا، في حالة من اليقظة والانتباه كالقطة. «تشبه والدتها جدا ... والدتها سيدة رائعة ... امرأة جذابة ... أيضا، يمكنني أن أقول إنها امرأة عطوف جدا وكريمة، وهو من أندر الأشياء في الوجود.» «هذا ما ظننته ... لقد رأيتها ست مرات. وطلبت منها مساعدتي في زراعة الحديقة هنا في المنزل لأنني علمت أن لديها شغفا بالحدائق. ولم ترفض ... رغم أنها لم تكد تعرفني. وجاءت وساعدتني في ذلك. رأيتها حينها وبدأت أتعرف عليها أكثر. لكن عندما انتهى ذلك، عادت إلى منزل عائلة بينتلاند ولم أرها منذ ذلك الحين. يكاد الأمر يبدو وكأنها تعمدت تجنبي. أحيانا أشعر بالأسف من أجلها ... لا بد وأنها تعيش حياة غريبة على امرأة مثلها ... شابة وجميلة.» «لديها الكثير من المشاغل في منزل عائلة بينتلاند. وصحيح أن حياتها ليست رائعة. مع ذلك، أنا متأكدة من أنها لا تتحمل فكرة أن يشفق عليها أحد ... إنها آخر امرأة في العالم تريد شفقة من أحد.»
من الغريب أن وجه أوهارا احمر، وأخذت الحمرة تتزايد ببطء وتكسو بشرته السمراء.
قال في حزن: «ظننت أن أحدا قد اعترض، زوجها، أو السيدة سترازرس ... أعرف شعورهما تجاهي. لا فائدة من التظاهر بالجهل بذلك.»
قالت سابين: «هذا احتمال وارد جدا.»
فجأة ساد صمت متسم بالحرج، مما أتاح لسابين وقتا لكي تستعيد هدوءها وتنظم آلاف الأفكار والانطباعات المفاجئة. لقد بدأت تفهم شيئا فشيئا الأسباب الحقيقية وراء كراهيتهم لأوهارا، الأسباب الكامنة عميقا، وربما عميقا جدا لدرجة أن ما من أحد منهم قد رآها مطلقا على حقيقتها.
ثم كسر حاجز الصمت وسمعت صوت أوهارا يقول، بطريقة خافتة غريبة: «أريد أن أطلب منك شيئا ... شيئا قد يبدو سخيفا. لن أتظاهر بأنه ليس كذلك، لكنني عازم على أن أطلبه منك على أي حال.»
للحظة تردد ثم نهض سريعا وأشاح بوجهه عنها ونظر نحو الباب، باتجاه الأهوار الزرقاء النائية والبحر المفتوح. خيل لها أنه كان يرتجف قليلا، لكنها لم تكن متأكدة. ما كانت تعرفه بالفعل أنه بذل جهدا عظيما وبطوليا، لدرجة أنه للحظة وضع نفسه في موقف من شأنه أن يكون فيه أعزل وعرضة لأذى شديد، وهو الرجل الذي لم يفعل مثل هذه الأشياء من قبل؛ وفي تلك اللحظة الحالية، بدا أن التهور يتلاشى وحل محله حزن غريب، وكأنه شعر بأنه مهزوم بطريقة ما ...
قال: «ما أنا عازم على أن أطلبه منك هو ما يلي ... هل من الممكن أن تطلبي مني القدوم إلى هنا أحيانا عندما توجد هي أيضا؟» واستدار نحوها فجأة وأضاف قائلا: «سيعني لي ذلك الكثير ... أكثر مما يمكن أن تتخيلي.»
لم تجبه على الفور، بل أخذت تراقبه وهي جالسة في حدة لم تستطع إخفاءها؛ وبعد قليل، نفضت رماد السيجارة عن ثوبها، وسألته قائلة: «وهل تظن أن هذا سيكون تصرفا أخلاقيا من جانبي؟»
هز كتفيه ونظر لها في دهشة، وكأنه لم يتوقع منها، من بين كل الناس في العالم، طرح سؤال كهذا.
Página desconocida