Primeros del Otoño: La Historia de una Dama Elegante

Louis Bromfield d. 1450 AH
19

Primeros del Otoño: La Historia de una Dama Elegante

أوائل الخريف: قصة سيدة راقية

Géneros

طوال الوقت كان واقفا هناك يراقبها بعينيه الزرقاوين الباردتين وعلى وجهه نظرة ذهول كما لو كان يرى زوجته لأول مرة بعد كل تلك السنوات؛ ثم ببطء تبددت نظرة الذهول هذه متحولة إلى نظرة خبث، تكاد أن تكون كراهية، كما لو كان يقول في قرارة نفسه: «إذن هذه هي حقيقتك! وهذا ما كان يجول في ذهنك طوال هذه السنوات، ولم تصبحي واحدة منا مطلقا. بل كنت، طوال الوقت، تشعرين نحونا بالكراهية. لقد كنت دائما غريبة عنا؛ مجرد دخيلة سوقية، من الرعاع.»

استحال لون شفتيه الرفيعتين الممتعضتين إلى اللون الرمادي الشاحب، وعندما تحدث كان ذلك بعصبية، ويشوبه اليأس، مثل حيوان صغير محاصر في زاوية. خرجت الكلمات من بين الشفتين الرفيعتين في سيل جارف وعنيف، مثل اندفاع الفولاذ الساخن إلى حد البياض الذي يتحرر من مرجل ... كلمات منطوقة بنبرة فاترة ومحملة بالكراهية.

قال: «على أي حال، على أي حال لن أسمح بزواج ابنتي من أيرلندي من طبقة متدنية ... فالعائلة بها ما يكفي من أمثاله.»

للحظة تلكأت أوليفيا عند عتبة الباب، وقد اتسعت عيناها الداكنتان في ذهول، وكأنها تجد أنه من المستحيل تصديق ما سمعته. ثم بهدوء وحزن شديد وسكينة في صوتها، تمتمت وكأنها تحدث نفسها: «يا لحقارة ما قلته.» وبعد وقفة قصيرة، قالت، كما لو كانت لا تزال تحدث نفسها: «إذن، هذا ما كنت تفكر فيه على مدار عشرين عاما»، وصمتت مجددا، ثم قالت: «ثمة رد قاس جدا على كلامك هذا ... إنه قاس لدرجة أنني لن أصرح به، لكنني أظن أنك ... أنت والعمة كاسي تعرفان جيدا ما هو.»

صفقت الباب خلفها بسرعة، وتركته هناك، في حالة من الذهول والغضب، وسط كل الهدايا التذكارية الخاصة بعائلة بينتلاند، وببطء، وهي تشعر وكأنها في كابوس، مضت نحو الدرج، مارة بالموكب الطويل من صور أسلاف عائلة بينتلاند - المهاجر صاحب الحانوت، وقاتل الساحرات، والمبشر المحترف، وصاحب السفن الشراعية، والجميلة سافينا بينتلاند - وصعدت السلم المظلم المؤدي إلى الغرفة التي لم يتبعها زوجها إليها منذ أكثر من خمسة عشر عاما. •••

وما إن دخلت غرفتها، حتى أغلقت الباب بهدوء ووقفت في الظلام، تنصت، وتنصت، وتنصت ... في البداية لم يكن هناك أي صوت باستثناء هدير بعيد غير واضح للأمواج المتكسرة وهي تشق طريقها نحو الكثبان البيضاء، وعواء كلب بيجل آت من بعيد من اتجاه بيوت الكلاب، ثم بعد قليل، سمعت صوتا خافتا لتنفس هادئ وسلس آتيا من الغرفة المجاورة. كان منتظما وسلسا وهادئا، كما لو كان ابنها بقوة أوهارا أو هيجينز أو ذلك الشاب القوي دي سيون الذي التقت به مرة واحدة لمدة قصيرة بمنزل سابين في باريس.

غمرها الصوت بسعادة جامحة، حتى إنها نسيت ما حدث في غرفة الجلوس قبل قليل. وبينما كانت تخلع ثيابها في الظلام، أخذت تتوقف بين الفينة والأخرى، لتنصت مجددا في حالة من التوتر الشديد، كما لو كان باستطاعتها منع الصوت من التلاشي بمجرد أن تتمنى ذلك. لأكثر من ثلاث سنوات لم تدخل هذه الغرفة مرة واحدة دون أن يتملكها الرعب من أنه ربما لا ينتظرها فيها سوى الصمت. وأخيرا، بعد أن أوت إلى سريرها وراحت في النوم، استيقظت فجأة فزعة على صوت آخر، مختلف تماما، صوت صرخة جامحة، شبه بشرية ... متوحشة وشريرة، وتلاها صوت ارتطام حوافر تضرب بوحشية على جدران الإسطبل، ثم صوت هيجينز، مروض الخيول، وهو يصب اللعنات. كانت قد سمعت هذا الصوت من قبل؛ صوت الفرس الشريرة الجميلة الحمراء اللون، المملوكة للعجوز جون بينتلاند، وهي تضرب جدران إسطبلها وتصرخ بشدة. كان ثمة كراهية فائقة ولدود بينها وبين هذا الرجل الغريب الأخرق ... ومع ذلك كان بينهما أيضا نوع من الانجذاب.

وعندما انتصبت جالسة في فراشها، تنصت، وهي لا تزال في حالة ذهول من الصوت الجامح، سمعت ابنها يقول: «أمي، هل أنت هناك؟»

قالت: «أجل.»

نهضت وذهبت للغرفة الأخرى؛ حيث رأت، في الضوء الخافت المنبعث من المصباح، الصبي جالسا في فراشه، وشعره الأشقر أشعث، وعيناه مفتوحتان على اتساعهما وتحدقان قليلا.

Página desconocida